كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

المدارس: "انصرف إلى المدارس الراقية وبها أتم حفظ القرآن الكريم، وتعلّم
مبادئ العلوم المدنية كالرياضة والجغرافية بالإضافة إلى العلوم العربية، وكانت
المدارس الراقية - في ذلك الوقت - تثبه إلى حد كبير التعليم الابتدائي فيما
بعد، الذي اشبدل بالتعليم الإعدادي الان ماعدا تعلم اللغة الانكليزية " (1).
خامسأ -التحاقه بالمعهد إلأحمدي الأزهري بطنطا:
بعد أن اتم الشيخ محمد ابو زهرة حفظ القرآن الكريم واستيعاب الثقافات
الأولية في المدارس الراقية اُرسل إلى طنطا، فدخل المعهد الأحمدي الأزهري
في الجامع الأحمدي، وكان ذلك سنة (1331 هـ= 13 9 1 م) حيث قال الشيخ:
"لما اخذت أشدو في طلب العلم، وأنا في سن المراهقة دخلت ا لمعهد الأحمدي
بطنطا" (2). وفي هذا المعهد بدت عليه مظاهر النبوغ والتفوق، حتى إن الشيخ
الأحمدي الظواهري شيخ المعهد الأحمدي قرر له مكافأة مالية لتفؤقه وتمئر5
على اقرانه، كما اقترح ان تختصر له الدراسة في الأزهر، وكانت آنذاك خمسة
عشر عاماً ليتمكن من اجتيازها في مدة أقل، ولكن هذا الاقتراح لم ينفذ لصعوبته
قا نونيا33).
هذ 5 المظاهر لم يوجد أساسها في الشيخ في هذه اللحظة، لمانما هو
موجود فيه منذ الصغر، كما يقول عن نفسه: "اختلطت حياتي بالحلو والمر،
وكنت في صدر حياتي أرى مُزَ الحياة، وارى حلوها جداَ، لقد ابتدات حياتي
العلمية بدخولي المكتب لحفظ القرآن، لىذا كان النبات قبل أن يستغلظ سوقه
يعيش في الحب المتراكب، وقد يرى بالمجهر صورة النبات في ذلك الحب،
فكذلك ينشا الناشئ منَا وفي حبته الأولى في الصبا تكمن كل خصائصه في
(1)
(2)
(3)
ابو زهرة إمام عصره، لأبي بكر عبد الرزاق: 1/ 5 2.
تجربتي مع الحياة، لمحمد ابو زهرة، ص 53 - 54 من مجلة الهلال السابق
ذكرها.
ابو زهرة، لناصر وهدان، ص 35.
29

الصفحة 29