كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

في البراري والغابات " (1).
هذ 5 الشخصية جعلت الشيخ أبو زهرة لا يستمر طويلأ في معاهد الأزهر
وكلياته، ولم يمكث في هذا المعهد الأزهري إ لا ثلاث سنوات، ثم انتقل بعدها
إلى مدرسة القضاء الشرعي.
سادساً -التحاقه بمدرسة القضاء الشرعي:
لكثرة م! سمع الشيخ محمد أبو زهرة عن مدرسة القضاء الشرعي من
حيث مناهجها العلمية ومدرسوها وبالأخص ناظرها الأستاذ محمد عاطف
بركات اتخذ قراراً بترك الدراسة الأزهرية في معاهد الأزهر وكلياته، والانتقال
إلى هذه المدرسة في سنة (1334 هـ= 1916 م)، وكانت هذه المدرسة قد
أنشئت سنة (1907 م) (2) وهي لا تقبل إلا المتفوقين من الطلاب الأزهريين
ليُعدوا إعداداً فقهياَ تطبيقياً كما يقول الشيخ علي الخفيف - وهو أحد طلابها
ومدرسيها - في مناهجها وطلابها: "يعد الطالب فيها إعداداً فقهيأ تطبيقياً ذ ا
طابع خلقي اجتماعي يؤهلهم لتولي القضاء الشرعي في مصر، وكان منهج
الدراسة فيها وم! يلقى على طلبتها من العلوم منهجأ تربوياَ إصلاحيأ روعي فيه
استكمال م! كان في الأزهر يومئذ من نقص مإثل في بعض المواد وفي نظم
الدراسة ومناهجها، وفي إضاعة الزمن في قراءة كتب من سلف من المؤلفين،
وتفهم عباراتها على اي وضع كانت عليه، وفي الحرص على تحميلها من
الدلالات والإشارات م! لا تحتمله، مما صرف عن تفهم لباب العلوم، والتعرف
على اصولها، وتحصيل لمسائلها، كما روعي في هذه الدراسة أن تكون وافية
بدراسة اللغة العربية وعلومها واَدابها، دراسة تكشف عن أسرارها وأحكام
دلالاتها لماشاراتها، وجمال أساليبها، وتنوع طرق أدائها، دراسة تعين على فهم
(1)
(2)
لواء الإسلام، عدد (9)، السنة (0 2) اغسطس، 6 96 1 م، ص 1 5 5.
تكلمت عن فكرة إنشاء هذه المدرسة في كتاب الشيخ علي الخفيف، ص 2 2.
31

الصفحة 31