كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

المشرق والنفس الفياضة، والقلب الكبير، والهمة العالية، والإرادة العازمة،
والخلق القوي، والمنزع العلمي " (1).
وقد حظيت هذه المدرسة بمجموعة من المدرسين المتميزين في علمهم
وسلوكهم وإخلاصهم وقدرتهم على التأئير في الطلاب. يقول الأستاذ أحمد
أمين في وصف المدرسين: "كنت ترى مزيجاً عجيبأ من الأساتذة، هذا شيخ
أزهري تربى تربية أزهرية بحتة، ودنياه كلها في الأزهر وما حوله، بجانبه أستاذ
للتاريخ على اَخر طراز تخرج من جامعات إنكلترة، وأستاذ للطبيعة تخرج من
أشهر جامعات فرنسة، وعلى رأسهم ناظر تعلّم في الأزهر وفي دار العلوم وفي
إنكلترة، وكل واحد من هؤلاء يلون الطلبة بلونه، ويصبغهم بصبغته " (2). ويقول
الشيخ محمد أبو زهرة في بيان علاقته كطالب مع أحد أساتذة هذه المدرسة وهو
الشيخ عبد الوهاب خلاف: "نحن الذين ارتبطنا مع ذلك العالم الجليل برابطة
ا لود والصداقة، وذقنا لطف عشرته، نحس بأنا فقدنا جزءاً من أنفسنا " (3).
ولم يقتصر أئر هذه المدرسة في الشيخ محمد أبو زهرة على شخصيته
التربوية والإصلاحية، وانما تعداها إلى الشخصية العلمية؟ والتي تميزت
بالبحث والتدقيق والتحرير. فهو يقول حينما قدم لرسالة الدكتور مصطفى زيد:
"لقد تسابق إلى ذهني وأنا أقرؤها شيوخي الذين تلقيت العلم عليهم، أو تنسمت
نسيم العلم في وجوههم، وتغذت روحي بأفاويق المعرفة من فيضهم، تذكرت
أشياخي الذين تربوا في دار العلوم، وتذكرت الرعيل الأول ممن تخرجوا في
ذلك المعهد الجليل " (4).
(1)
(2)
(3)
(4)
تقديم ابو زهرة لكتاب المصلحة في التشريع لمصطفى زيد، ص 6.
النهضة الإسلامية، لمحمد رجب البيومي: 1/ 27 1.
المصدر السابق: 5/ 4 1 2.
تفديم أبو زهرة لكتاب المصلحة في التشريع الإسلامىِ ونجم الدين الطوفي
للدكتور مصطفى زيد، ص 6.
33

الصفحة 33