كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
القدامى فهو وكيل الدعوى، أو وكيل الخصومة؟ ولا مانع من إطلاق مصطلج
المحاماة على وكيل الدعوى او وكيل الخصومة. وقد عزَف الشيخ محمد أبو
زهرة رحمه الله تعالى مصطلح المحاماة بأنه: "العلم بالقانون الذي يستطيع به أ ن
يثبت حق ذي الحق، ويدفع باطل المعتدي؟ معتمدأ في ذلك على علمه بما شرع
القانون من حقوق، وما ألزم من واجبات، وما قيد به الحريات، حفظاً
للجماعة، وتثبيتاً للمصالح " (1).
فإذا كانت مهمة المحامي تقتصر على حماية الحق والذفيَ عنه، ودفع
الباطل، ولا تتعدى ذلك إلى حماية الباطل والدفاع عنه فإنها جائزة شرعأ، وهي
تدخل حي! مذ في مضمون قوله تعالى: " وَتَحَارَنُوا عَلَ اَلِبزِ رَألَقوَى رَلَا ئَعَارَنوُا عَلَى
اَ في ثصِ وَاَ لعُدرَنِ " 1 ا لما ئد ة: 2).
وفد بقي الشيخ محمد أبو زهرة في مهمة التدريب على المحاماة مدة سنة
كاملة؟ مما أدى إلى تكريس الدفاع عن الحق عنده ومقاومة الباطل وأهله،
والتصدي للانحراف مهما كان مصدر 5، وهو ينطلق في ذلك من القاعدة
الشرعية: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) التي قررتها الشريعة الإسلامية
لحماية حقوق الإنسان وتوجيه الراي العام بحيث يكون فاضلاً عادلاً. هذا
بالإضافة إلى أن هذا التدريب جعله يُكون لنفسه منهجاً فكرياً في البحث العلمي
الشرعي. كما قال أبو بكر عبد الرزاق: "ولما تخرج فيها عام (925 ام) عمل
سنة بالمحاماة تحت التمرين، وبعد ذلك كؤَن لنفسه منهاجاً في فهم الشريعة
وتفسيرها، وكلما تعمق فيها ازداد إ يماناً بها " (2).
ثامناً -انتسابه لدار العلوم المصرية:
بعد أن أمضى سنة في التدريب على المحاماة قدم طلباً لدار العلوم
(1)
(2)
ا لخطابة، لمحمد ابو زهرة، ص 5 7 1.
ابو زهرة إمام عصر 5، لأبي بكر عبد الرزاق: 1/ 0 3.
35