كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

من تلميذه ثورة عاتبة عئر عنها بكل أنواع التعبير حتى ظن أبو زهرة ان المكالمة
قد انقطعت، وبعد أن انتهى أبو زهرة من كلامه قال الشيخ الخفيف بمنتهى
الهدوء وضبط النفس وسلامة الأعصاب: تذكر أنني أستاذك يا شيخ محمد،
وهنا تحؤَل الغضب الشديد إلى اعتذار أشد للشيخ الخفيف (1).
ومن مشايخه أيضاَ: الشيخ مصطفى العناني، وأحمد أمين، وعبد العزيز
الخولي، وحسين والي، وعبد الوهاب عزام، وسوف أترجم لبعض هؤلاء
الشيوخ؟ لأن المقام لا يتسع للترجمة لجميعهم.
1 - الأسناذ محمد عاطف بركات:
يعتبر الأستاذ محمد عاطف بركات من الرواد في الإصلاح الإداري
والتربوي (2) ولد رحمه الله سنة (1872 م) وكان أبوه عبد الله أفندي ناظر قسم
دسوق، ولكنه استقال من الوظيفة بسبب خلاف بينه وبين المفتش إسماعيل
صدقي، وأما أمه فهي أخت الزعيم الوطني سعد زغلول.
حفظ القراَن في كتاتيب القرية، ثم سافر في الحادية عشرة من عمر 5 إلى
القاهرة للدراسة في المدارس الابتدائية، وسكن ببيت خإله سعد في عابدين.
والتحق بالأزهر الشريف، وأقام فيه مدة أربع سنوات. وفي السنة الثامنة عشرة
من عمر 5 انتقل للدراسة في دار العلوم سنة (1890 م) وتخرج فيها سنة
(1894 م) وكان متفوقاَ في دراسته، فاختير للابتعاث إلى إنكلترة، وكان أول
مبعوث من دار العلوم. ولما رجع من البعثة عئن مفتشإً في المدارس الحكومية،
وكان جإداَ في عمله، حتى إن (دنلوب) الإنكليزي كان يحترمه جد الاحترإم،
ويوكل إليه الفصل في المنازعات التي تحصل بين مدرسي اللغة العربية ونظار
(1)
(2)
ابو زهرة في راي علماء عصره، كلمة زكريا البري، ص 28.
تقويم دار العلوم، لمحمد عبد الجواد، ص 276؟ أبو زهرة عالمأ إسلامياَ
لناصر وهدان، ص 92 - 93.
41

الصفحة 41