كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

1 - تدريس مواد الشريعة واللغة العربية:
بدأ الشيخ عمله في كلية الحقوق بقسم الإعدادي بناء على ترشيح أستاذه
الشيخ احمد إبراهيم الذي كان يعمل في كلية الحقوق حيث جاء في خطابه
لعميد كلية الحقوق: "يسرني أن أقترج ترشيح الأستاذ محمد أبو زهرة مدرس
الخطابة والجدل بكلية أصول الدين بالمعاهد المصرية لتدريس اللغة العربية
لطلبة الفسم الإعدادي للكلية، فقد توافرت فيه جميع المؤهلات لذلك علماً
واخلاقاَ وصلاحية ممتازة للقيام بأعمال التدريس من جميع نواحيه مع صحة
عبارته، وسلامتها وجودة إلقائه وحسن ذوقه. وكل ذلك اعلمه منه بنفسي من
وقت أن كان طالباَ بمدرسة القضاء الثرعي، وأنا مدرس بها، وهو من ضمن
طلبتي، ولا أزال على اتصال به إلى الاَن إ (1) وبناء على هذا الترشيح الكريم
جرت مكاتبات ومراسلات بين جامعة القاهرة والأزهر الثريف، وتمت
الموافقة على نقله إلى كلية الحقوق بتاريخ 1/ 1 1/ 934 1 م.
وقام في هذه الكلية بتدريس مادة الخطابة لطلبة الإعدادي بالكلية، إ ذ
كانت مادة حية من موادها العلمية، إذ تقوم المرافعات الفضاثية على أساسها.
ومن هنا كان النفر الأول من خريجي كلية الحقوق المصرية ذوي بيان اَسر،
حيث كانت مادة الخطابة الأدبية أصلاَ من اصول التدريس، ولن يكون الخطيب
خطيباَ دون إلمام بقواعد اللغة، وحفظ للنصوص المختارة من الشعر والنثر.
فليت الذين يشكون عي الألسن، وفهاهة القول في المحاكم يعملون على
تدريس هذه المادة من جديد (2).
ومنذ أن دخل كلية الحقوق التزم بالزي الأزهري بعد طول انقطاع به (3).
(1)
(2)
(3)
أبو زهرة عالماَ إسلامياَ، لوهدان، ص 0 9.
النهضة الإسلامية، للبيومي: 2/ 277.
مقال الجزار، ضمن كتاب (أبو زهرة في رأي علماء عصره) لأبي بكر
عبد الرزاق، ص 218.
50

الصفحة 50