كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
بميزان الشريعة الإسلامية. فاستطاع بذلك ان يجعل طلبة الحقوق عُشَاقاً مخلصين
للشريعة الاسلامية (1). وهذا يفسر لنا كثرة رسائل الماجستير والدكتوراه التي
تناولت موضوعات مقارنة بين الشريعة والقانون في هذه الكلية، ولا نريد بذلك
ان ننقص من جهود اساتذته وزملائه في الكلية، فما منهم إلا وله مفام معلوم،
ولكننا نقول: "إن ابا زهرة كان تياراً لا يقف، وشعلة لا تخمد، ومازال كذلك
حتى لقي وجه آلئه " (2).
ولما كثر الاتجاه إلى الدراسات الشرعية المقارنة من قبل طلاب
الدراسات العليا في قسم القانون بالكلية فكر أساتذة الشريعة في الكلية بإنشاء
دبلوم للشريعة بالدراسات العليا، لأن الحاجة العلمية استدعت وجودها، فكثير
من طلاب هذه الدراسات اتجهوا إلى الشريعة يكتبون رسائلهم فيها، ومنهم من
كان يتعسر عليه فهمُ مصادرها، وفتح مغاليقها، فكان لا بد من دراسة توجههم
وتهعئ لهم السبيل لذلك. هذا بالإضافة إلى ان الأنظار اتجهت إلى كلية الحقوق
بالقاهرة لتنهل من عذبها في الشريعة، ولأنه وجب ان تفرب دراسة الشريعة
بتعمق لطلاب القانون ليستقيموا على منهاجها، ولأنه وجب ان يتصل حاضرها
بماضيها بدراسة المجتهدين، وليرى الطلاب نور الشرق، ومن انبثق عنه. لذلك
تم إنشاء دبلوم الشريعة في أكتوبر سنة (4 4 9 1 م) (3).
وكان الشيخ محمد ابو زهرة ممن تولى التدريس في دبلوم الدراسات
العليا وألف معظم كتبه في هذه الفترة وما بعدها. وأشرف على كثير من رسائل
الماجستير والدكتورا 5، هذا بالإضافة إلى الاشتراك في لجان مناقشة الرسائل
العلمية في الفقه والقانون والتفسير والحديث وعلم الكلام وسائر فروع الثقافة
الإسلامية في كليات الحقوق، والاَداب والشريعة واصول الدين في مختلف
(1)
(2)
(3)
النهضة الإصلامية للبيومي: 2/ 0278
المصدر السابق نفسه.
تقديم آبو زهرة لكتاب المذاهب الفقهية الأربعة، لتيمور، ص 39.