كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

الاجتماعية للبنات. وعمل أستاذاً زائراً بجامعات السودان وسورية وليبية
والجزائر والعراق (1). حيث كانت زيارات محدودة ومؤقتة؟ لأنه يكره السفر
للإقامة الطويلة خارج مصر.
المطلب الرابع
شخصيته وأخلاقه ومواقفه
كان للشيخ شخصية قوية محببة جذَّابة، تنفذ إلى قلوب الآخرين بكل
تقدير واحترام، ها جلال وهيبة، سواء أكا ن الاَخرون يخالفونه ا لرأ ي أ م يوإفقونه.
يقول عبد المغني سعيد، وكيل وزارة العمل المصرية السابق وممن حضروا
محاضرات وندوات الشيخ: "كان رحمه الله أستاذاً متمكناً، ومحاضراً جذَّاباً،
ومحدِّثاً لبقاً، وكان معروفاً عنه سرعة البديهة، وخفة ظله، بجانب تقدير وحب
الجميع له، ومهما اختلف في الرأي مع بعض زملائه أو تلاميذه واحتد النقإش
بدافع الحماس فهو لم يكن ليخرج قط عن أصول الحوار الموضوعي البنَّاء،
وكان دائماً يحترم وجهة النظر الأخرى " (2). ويقول الدكتور محمد عبد الجواد
أحد تلاميذ الشيخ في كلية الحقوق: " إنَّ من يتصل بالمرحوم الإمام لا يستطيع
ان ينصرف عنه كلية مهما كانت مشإغله الأخرى، فشخصيته الجذإبة، وعلمه
الفريد المبسط، يرغم تلاميذه ومريديه على مداومة الاتصال به " (3).
هذ 5 الشخصية تستند إلى مقومات أساسية وهي أولاً: الموإهب التي
أودعها الله فيه: كالذكاء، والحافظة القوية، وسرعة البديهة.
(1)
(2)
(3)
مقال فإروق منصور، عن الشيخ، مجلة الأمة، عدد (5)، مارس 981 ام،
ص 17؟ ومفال عدنان زرزور، عن الشيخ، حضارة الإسلام، عدد (3)،
974 ام، ص 42.
مقال عبد المغني سعيد، عن الشيخ، ضمن كتاب (أبو زهرة في رأي علماء
العصر)، لأبي بكر عبد الرزاق: 2/ 92.
مفال محمد عبد الجواد، عن الشيخ، ضمن الكتاب السابق: 2/ 0 13.

الصفحة 55