كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

في اوساط الناس؟ على جميع المستويات من حكام وعلماء وطلاب وعامة
الناس. ومن هذ 5 المواهب حدة الذكاء، وقوة الحافظة والذاكرة، وحضور
البديهة، ونفاذ البصيرة، وسعة الأفق. وفيما يلي بيان لهذ 5 المواهب عند الشيخ
رحمه الله تعالى؟ والتي كان لها اثر في احترام الناس وتقديرهم له.
1 - حدة الذكاء:
بئنا في أسرة الشيخ رحمة الله أنه ينتمي إلى أسرة ذكية كما ذكر في تجربته
مع الحياة، ولم يكن الشيخ اقل ذكاء من أفراد اسرته، بل فا قهم في ا لذكاء 0 حتى
قال فيه الشيخ عبد المعز الجزار بعد وفاته: "لا أكون مغالياً إذا قررت أنَ قرننا لم
يشهد عالماً فذاً أوتي ما اوتيه أبو زهرة من ذكاء نادر، وخصوبة ذهن، وبسطة في
العلم، وقوة إدراك وملاحطة، وغزارة مادة في اسلوب سليم، ووفرة إنتاج في
الفقه والتفسير والحديث، ولغة القرآن، والتراجم والمحاضرات، والندوات
في الداخل والخارج! (1).
وقال الشيخ صلاح ابو اسماعيل واصفاً مشاركة الشيخ أبو زهرة في ندوة
مجلة الواء الإسلام) الشهرية: "كان يبهرنا بذاكرته وذكائه الوقاد، إذ كان يُجمل
في كلمته ما تناثر من تفاصيل القول بألسنة المتحدثين، فيجمع المتفرق،
ويجمل المفصل، ويوجز بعد إسهاب. ولو أن ذلك كان دور 5 فقط لكان عجباً
أن يستعين بالذاكرة دون مذكرة، فلا تغيب عن ذهنه شاردة ولا واردة مما تناوله
المتحدثون، ولكن دور 5 لم يقف عند هذا المدى، بل كان يأتي بالجديد المفيد
والإضافات المذهلات التي تقاصرت عنها الهمم، وادَخرها الله لهمته في كل
ندوة لتنبئ عن غزير العلم، وعميق الفقه وسعة الأفق، وطول الباع وعمق
الاطلاع " (2).
(1)
(2)
مقال الجزار، عن محمد أبو زهرة، مجلة الأزهر، الجزء (4)، السنة (46)،
1394 هـ- 1974 م، ص 0464
مقال صلاح أبو إسماعيل، عن أبو زهرة، ضمن كتاب أبو زهرة لأبي بكر=
57

الصفحة 57