كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

وكان رحمه الله الأول في دفعته، ويفتح حواراَ مع أوائل الطلبة الذين
سبقوه في الدراسة، فحينما كان في السنة الثانية في مدرسة القضاء الشرعي كان
يناقش الشيخ حسن الخطيب أول دفعة السنة الرابعة، إما في وقت الراحة وإما
في وقت الذهاب والإياب من المدرسة،، وكانت المناقشات علمية فقهية في
الغالب (1).
2 - الذاكرة القوية:
وهب الله تعالى الشيخ أبو زهرة ذاكرة قوية وحافظة واعية لا ينسى ما
شاهده أو قرأه، ف! ذا قرأ كتاباَ استوعبه لأول قراءة، وناقشه غيباً مع ذكر رقم
الصفحة والسطر للموضوع الذي يعرض له بالمناقشة، وكان يندر ان يخطئ في
أرقام الصفحات والسطور. لىذا تحدَث في التاريخ والأحداث السياسية
والوقائع المصرية والعالمية جرت على لسانه بكل دقة وغزارة يسردها كما
وقعت بتواريخها واشخاصها لا ينسى شيئاَ من ذلك. فقد كان رحمه الله قطعة
حية من التاريخ. لىذا حاضر في أي موضوع تحدَث من دون ورقة أو كتاب.
يقول أحد طلابه يوسف البدري في مناقشته لرسالة معيد في الكلية بعنوان
(ابن القيم): "لقد هال الحاضرين تلك الموسوعة المتحدّثة من الذاكرة، لا
تخطئ رقم الصفحة أو اسم الكتاب أو حتى رقم السطر وتاريخ الطبع. . تلك
الموسوعة هي أستاذنا الشيخ محمد أبو زهرة رحمة اللّه عليه، حيث كان
جالساَ. . لا ينظر في كتاب ولا مفكرة، وإنما يقول للطالب: قلت في صفحة
كذا سطر كذا ما نصه كذا نقلاَ عن كتاب كذا صفحة كذا، سطر كذا. . إلخ،
وعندما كان الطالب يعترض مبررأ وجهة نظره كان يحيله الشيخ أبو زهرة إلى
اكثر من مرجع محددأ الصفحة والباب والفصل، بل والسطر، وتاريخ الطبع.
(1)
عبد ا لرزاق: 2/ 53.
مفال محمد علم الدين، عن الشيخ، ضمن الكتاب السابق، ص 158.
58

الصفحة 58