كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
لقد دهس الحاضرون من هذه الذاكرة، ولم يلفت نظرهم من المناقشين احد
مثله. كل ذلك وهو باسم الفم، جاد اللهجة، قوي النبرات، واضج العبارة،
منطقي الفكر" (1).
وروى الأستاذ محمد السيد بدر استاذ فلسفة القانون الروماني: " أثناء
مناقشة رسالة الدكتوراه للمرحوم الدكتور حسين النوري، والذي حضر
مناقشتها الرئيس محمد نجيب، ناقشها الشيخ من الذاكرة، يناقش سطوراً في
كثير من صفحات الرسالة، يحددها بالصفحة والسطر طوال أكثر من ساعتين
دون أن يخطئ مرة واحدة في تحديد صفحة أو سطر أو عبارة أراد أ ن
ينقدها" (2).
وروى ابنه الدكتور مصطفى أبو زهرة: "أن والد 5 اختلف مرة مع بعض
ورثة صديق له عندما أخذوا رايه في مكتبة والدهم، لأنه اقترح عليهم أن يتركوا
له تلك المكتبة بعض الوقت كي يقرا بعض كتبها، خاصة الكتب التي لم يكن
قرأها من قبل، ثم يتركها لهم يتصرفون فيها كيفما ارادوا؟ لأنه لا يهمه أن يحتفظ
بالكتاب بعد قراءته. فتصور ابناء صديقه وزميله أن الشيخ لم يأخذ الأمر بشكل
جدي، فانصرفوا، ولم يعودوا إليه ثانية، مما حرك بعض الأسى في نفسه. .
ولنفس السبب كان لا يهمه ان يعود إلى الكتاب.
ونتج عن ذلك أنه كان لا يهتم باقتنإء الكتب بعد قراءتهإ، ولذا كانت
مكتبته غير حافلة بالعدد الضخم من الكتب كما يتصور البعض " (3).
ويذكر ابنه الدكتور مصطفى انه كان يذهب إلى المؤتمر أو الندوة ولا
(2)
(3)
مقال الشيخ يوسف البدري، عن أبو زهرة، ضمن كتاب (أبو زهرة في رأي
علماء العصر): 173/ 2.
ابو زهرة إمام عصره، لأبي بكر عبد الرزاق: 1/ 47.
المصدر السا بق: 1/ 8 4.
59