كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
غضوباً، بل كان يتميز بالبشاشة وحب الفكاهة والمرح في إطار الوقار والاحترام
لشخصه " (1).
ويقول أحد طلابه حمزة دعبس: "كان أسلوبه في غاية البساطة برغم أ ن
المسائل التي يخوض فيها مسائل معقدة، وكثيراً ما يضفي من روحه المرحة
على هذه الكلمات ما يثبتها في الأذهان، من ذلك أن المحاضرة كانت تنتظم
أكثر من (0 150) طالب. وكثيراً ما كان يهمس في الميكرفون ويقول لنا:
"اسمعوا يا أولاد أنا ها اقولكم كلمة سر ما تقولوهإش لحد. 0. . " ويطلق
صاروخاً موجهاً إلى الحكم في سنوات (1955 م - 956 1 م) التي كانت السلطة
تقبض في ذلك الوقت على الإخوان المسلمين وتضعهم في المعتقلات،
وتمارس معهم أشد أنواع التعذيب، وخمدت الأصوات وما كنا نسمع في هذا
الظلام الحالك إ لا صوت الإمام أبو زهرة ينير لنا الطريق " (2).
ويقول الدكتور عبد العزيز عامر في وصف محاضراته وطريقة تدريسه:
"كانت له طريقة في التدريس تجمع إلى التعمق في الفهم والإحاطة بالموضوع
المرح المحبب إلى النفس، ولكنه لا يخرج عن حدود الدرس، وكان هذا منه
يحببنا في حضور درسه والالتفاف حوله " (3).
هذه الدعابة من الشيخ أبو زهرة في محاضراته جعلت طلاب كلية الحقوق
بجامعة القاهرة يحبونه ويقبلون على محاضراته ويحرصون كل الحرص على
حضورها حتى إنهم أطلقوا عليه: (أبو زهرة الشُكَرة) كما قال تلميذه الدكتور
زكريا البري: "في فترة الستينيات بالذات ظهرت أغنية في الإذاعة: (أبو سمرة
(1)
(2)
(3)
مقال الدكتور احمد خليفة عن الشيخ، ضمن كتاب (أبو زهرة في رأي علماء
عصره): 2/ 12.
مقال الأستاذ حمزة دعبس، ضمن الكتاب نفسه: 2/ 9 1.
مقال الدكتور عبد العزيز عامر، ضمن الكتاب السابق، ص 73.
61