كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

ب - وروى الشيخ يوسف البدري قال: كان الشيخ رحمه الله لا يسمج
بالاختلاط في محاضراته بمعهد الدراسات الإسلامية، وكان صارماً في ذلك،
ف! ذا انتهت محاضرته عاد الطلاب إلى الاختلاط. وفي ذات يوم دخل طالب
مستجد، ولم يكن يعلم بنظام الشيخ، وراى النصف الأول من المدرج خالياً
اللهم إلا من بعض الطالبات فجلس بالقرب منهن، وحاول الطلاب لفت نطره
والإشارة إليه بالتأخر، ولم يدرك الطالب مرادهم. وقطع الشيخ محاضرته
وسال الطالب: من انتِ يابنتي؟! وما اسمكِ؟ ولماذا تأخرتِ؟ وضجَ المدرج
بالضحك. وقال الطالب: أنا رجل يا مولانا. فعاجله الشيخ بقوله: يا اخي
انتقل إلى صفوف الرجال، حتى لا يتشابه البفر علينا (1).
ثا نياَ - اخلا قه:
كان الشيخ ابو زهرة رحمه الله متخلقاَ بأخلاق القرآن، وكان ضابطأ
لنفسه، مستولياَ على مشاعره، لا تعبث به الكلمات البذيئة، ولا تبعده عن الحق
العبارات النابية، ومن هذه الأخلاق الإخلاص، والوفاء، والتواضع،
والشجاعة في الحق، والوفاء بالوعد، والانضباط في المواعيد، والمزاج المباح
المتزن. والشعور بالمسؤولية، وغير ذلك من الأخلاق التي اكسبته التقدير
والاحترام والإجلال. وفيما يلي بيان لبعض هذه الأخلاق:
1 - الإخلاعر في العمل:
الإخلاص في العمل هو ترك الرياء (2)، بحيث يكون العمل دته تعالى.
والإخلاص هو الأساس الأول للأخلاق الإسلامية والفضائل، وبه يحكم على
(1)
(2)
العصر)، لأبي بكر عبد الرزاق، ص ه ه.
مقال الشيخ يوسف البدري، ضمن الكتاب السابق، ص 176.
التعريفات للجرجاني، ص 29؟ في السلوك الإسلامي القويم للشوكاني،
ص 74.
64

الصفحة 64