كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
العمل بأنه خير او شر، قال!: "إنما الأعمالُ بالنئاتِ، دمائما لكلِّ امرئ ما
نوى، فمَنْ كانت هجرتُهُ إلى اللهِ ورسولهِ؟ فهجرتُه إلى اللهِ ورسولهِ، ومَنْ كانت
هجرتُه إلى دنيا يُصيبها او امراةِ ينكحُها؟ فهجرَتُه إلى ما ها جرَ إ ليه " (1).
وإن ابلغ الإخلاص كما يقول ابو زهرة رحمه الله: " أن يخضع الشخص
نفسَه لما اراد الله، وما اراد الحق، بحيث يكون طلب الحق شهوته وهواه،
فيدغم اهواءه وشهواته في طاعته سبحانه، وفي سبيل الفضيلة، ولذا قال ع! ييه:
"لا يؤمنُ احدُكم حتى يكونَ هَواهُ تبعاَ لِمَا جئتُ به " (2) دمان الإخلاص ليستولي
على قلب المؤمن فيحس بسلطان الله على قلبه في كل ما يصنع، فيكون سمعه
الذي يسمع به، وعينه التي يبصر بها، ويده التي يبطش بها، ويكون كل ما يفعل
لثه تعالى " (3).
ومما يدل على إخلاصه قوله في اَخر حياته: "احسب في حياتي كلها ا ن
الله كان معي مع كثرة الذين يرومون بي السوء، وما خثب الله لي أملاَ ولا رجاء،
وكنت اضطهد في ا لعهود السابقة، فكلما اشتد الكرب عليئَ جاءني الفرج من حيث
لا احتسب " (4) وهو يوصي طلبته بالإخلاص في قوله: "د! اني أقول نصيحتي
لأبنائي الذين انعم الله علئَ بأنهم تخرجوا على يدي: كونوا يا بني مع الحق دائماً،
واخلصوا لله دائماَ، ولا تمالقوا احداَ في حق، ولا تكونوا على ضعيف أبداً" (ْ).
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي، رقم الباب
(1).
شرح السنة للبغوي: 1/ 13 2، هاسناده ضعيف، لضعف نعيم بن حماد.
الخلق في الأسلام، أبو زهرة، مجلة رسالة الإسلام، عدد (1) سنة 957 ام،
ص 24.
مقال تجربتي مع الحياة، أبو زهرة، مجلة الهلال، السنة (82)، 974 ام،
ص 57.
المصدر السابق نفسه.
65