كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

2 - ا لتو اضع:
كان الشيخ أبو زهرة رحمه الله يتَصف بالتواضع، وخفض الجناح لزملائه
الذين عملوا معه، فلم يركبه الغرور، ولم يستبدَ به العجب؟ لأنه يدرك بيقين أ ن
العلمَ بحر عميق لا شطاَن له، ولا يصل أحد إلى قراره. قال تعالى: " وَمَاَ أوتِيتُو
مِنَ اَلْحِ! إِلًاقَلِملأ" أ الإسراء: 85) وهو يصرخ بذلك إذ يقول: "إن أشد ما
يصاب به العالم أن يُعجَب بعلمه، وبنفسه وبرايه، فيحسب انه لا يخطئ أبداً، أ و
يحسب ان قوله جمععمن غير بينة ولا حجة ولا سلطان، وانه متبع وحده " (1).
ومن الأمثلة الواقعية على تواضعه ورجوعه إلى الحق ما ذكره تلميذه
الدكتور احمد الكومي، حيث قال: "أذكر أنه اعترض على الشيخ حجازي في
بعض مناقثاته على رسالته للدكتوراه حول الوحدة الموضوعية في القرآن،
فمنعت الشيخ حجازي من الإجابة، وقلت: "إن الشيخ ابا زهرة لم يفهم
موضوع الرسالة " وقامت ضجة كبرى في القاعة لهذه الكلمة، ولكني القيت بياناً
بعدها مباشرة وضحت فيها للشيخ ابي زهرة ان موضوع رسالة الطالب لا يتع! ق
بسؤاله حول التدرج في تحريم جريمتي الربا والزنا، وا! صاحب الرسالة لم
يعرض لهما لأنهما خارجان عن موضوع رسالته. فسُزَ الشيخ أبو زهرة من
ذلك، وقام من فوره وعانقني امام الحاضرين، وفي هذه الاثناء همس أحد
الأساتذة المشاركين في مناقثة الرسالة معنا ملمحاَ بأن الشيخ ابا زهرة يعارض
أي وزير ولا يجرؤ أن يعترض عليه احد، وانت تعترض على رايه!! فرد عليه
الشيخ ابو زهرة في الحال بقوله: اسكت، لفد وجهني إلى ما كنت أجهله " (2).
(1)
(2)
مفال الإصلاح والاعجاب بالرأي، لأبو زهرة، مجلة لواء الإسلام، عدد (4)،
969 1 م، ص ه 9 1.
مقابلة وهدان مع احمد الكومي، مجلة الأزهر، السنة (72)، 989 ام،
صه 26.
66

الصفحة 66