كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

ومن الأمثلة أيضاَ ما ذكر 5 الدكتور الكومي في مناقشة الشيخ أبو زهرة
لرسالة الطالب رمزي نعناعة حول جمع القراَن، حيث أبدى رأياَ معارضاً
للطالب، فقام المشرف الدكتور الكومي وبئن له وجه الصواب، وهو أنَ القرآن
كتب بحرف قريش في بيت رسول الله! شَي!، وفي صحف أبي بكر، وفي مصحف
عثمان. أما بقية الأحرف السبعة فكانت رخصة للقبائل التي دخلت الإسلام
حديثاَ، ولم يكن لها علم بلغة قريش، وترخص الرسول! لَخي! في أن يقرئهم
حسب لغاتهم، فرخص له الله عز وجل بذلك، ونزل جبريل بالحرف الثاني حتى
وصل إلى الأحرف السبعة فأتمها، وليس ذلك في القراَن الكريم، بل ما يحتاجون
إليه في إقامة شعائرهم وصلاتهم من بعض سور القراَن الكريم، فكانت كل قبيلة
تقرأ جزءاَ معيناَ، ويقرئها الرسول ع! رِر بالحرف الذي يناسبها بعد أن تلقاه من
جبريل عليه السلام. ولهذا كانت الأحرف السبعة موزعة في القبائل على مقدإر
ما تحفظ من القرآن الكريم. فلما اختلفوا في فتج (أذربيجان) بين اليمنيين
والقيسيين حتى كاد بعضهم يكفر بعضاَ، ركب حذيفة بن اليمان إلى عثمإن رضي
الله عنه وقا ل: أدرك هذ 5 الأمة قبل أن تختلف اختلاف ا ليهود وا لنصارى، فجمعهم
عثمان بن عفان رضي الله عنه على حرف قريش، وعزم عليهم أن يحزقوا ما معهم
من الأحرف المخالفة. فهي وإن كانت قرآناَ إ لا أنه لا يجوز القراءة بها الاَن حيث
انقطع سندها، وهي بالطبع غير القراءات السبع التي توجد كفها في حرف
قريش. ثم ذكرت له ان هذا الذي قلته هو خلاصة بحثي الذي رقيت به إلى أستاذ
مساعد، وكان موضوع البحث: (نزول القرآن على سبعة أحرف) فلما سمع أبو
زهرة رأس! هذا في قضية جمع القرآن كان كأنه لم يسمع به مراراً من قبل. فقال:
اكتبه لي فإنني لم أقتنع بما قرأت إلى الان إ لا بهذا ا لرأي " (1).
(1)
المصدر السإبق نفسه. قلت: كلام الدكتور الكومي غير دقيق، والبحث في هذا
الموضوع لا يتسع له المقام. انظر المقدمات الاساسية في علوم القران، تأليف
عبد الله الجديع، ص 76 - 0 0 1، ط. مؤسسة الريان.
67

الصفحة 67