كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
ويذكر تلميذه الأستاذ علي عبد العظيم: "لقد اختلفت معه رحمه الله في
تفسير أول سورة الأنبياء، فكان رحمه الله يفسر فوله تعالى: "مَا يَةئِيهِم قِن
ذِتحر مِن زئهِم ئُخدَفي إ، اَشتَمَعُوُه وَ!! طحَبُونَ " أ الأنبياء: 2) فكان يفسر
(الذكر) في الاَية بمعنى الرسول عبهرِو، وكنت ارى أنا ان معنى (الذكر) في الاية:
كتاب سماوي. وكان الإمام يؤكد رايه بقوله تعالى في الاَية التالية: " هَل هَذَاَ
إلا لمجثَرمِثلُم " 1 الأنبياء: 3) وقال فيما قال لي الإمام أبو زهرة: "لك أ ن
تعلًق على تفسيري بما تشاء، وأنا لا أمغ آلراي الاَخر، بل احترمه قدر احترامي
لنفسي، ويسرني غاية السرور أن يكون من تلامذتي من يراجعني، فإنما انا بشر
أخطئ وأصيب 0 (1).
وقال الدكتور محمد عبد الواحد وافي: "كان رحمه الله واسع الصدر،
يرحب كل الترحيب بما يوجه إلى بحوثه من نقد سليم بئاء، فقد عقبت على
مناقشته لما ذهب إليه ابن خلدون بشان انتثار مذهب الإمام مالك، وأخذت
عليه بعض ماَخذ في تحقيقي للمقدمة. . . فتلقى هذا التعقيب بكل صدر رحب،
ووعد بتدآرك ما فاته في الطبعات التالية لكتابه 0 (2).
3 - الشعور بالمسؤولية:
كان رحمه الله شديد الشعور بالمسؤولية أمام الله تعالى، يراقبه في كل
عمل يُكلف به، وفي كل عدم يتعلمه، يحافظ عدى المواعيد، ويحرص عدى
حضور الاجتماعات، ويقوم بالدعوة إلى الله تعالى ويعتبرها من أولى الواجبات
على العالم، فهو يقول: "كان الوآجب الأول على العالم بالحقائق الإسلامية أ ن
يدعو إليها، وأن يبئن الحق الذي جاء به الإسلام، وأن يعرف به القاصي
(1)
(2)
مقال الأستاذ علي عبد العظيم عن الثخ، ضمن كتاب (أبو زهرة في رأي علماء
العصر)، لأبي بكر عبد الرزاق، ص 98.
مقال الدكتور وافي عن الثخ، ضمن الكتاب السابق، ص 79.
68