كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
والداني، وهو ميثاق الله تعالى على العلماء وعهد 5 إ ليهم، فقد قال تعالى: " وَإِذ
آَخَذَ اَدئَهُ مِيثَنقَ اَئَذِيئَ آُوتُوا اَنكِتَت لتئنُنَه لِنَاسِ وَلَا تَكتُموَفيُ " أ اَل عمران:
187)، وهذا الميثاق في عنق كل من يعلم علماَ دينياً، فإن لم يبيِّنه كان خائنأ
لعهد الله ناقضاَ للميثاق الإلهي، ولقد كانت الدعوة رسالة النبي ع! ي!، وسئةَ لمن
بعد 5، تال تعالى: " اَخ إِكَ سَبِيلِ هئك بِاَلحسكمَةِ وَاَئمَؤعِظَةِ اَلحسَنَة " 1 الن!:
5 2 1) فالدعوة إلى الحق بالحكمة واجبة بهذا النص وجوبأ دينياَ خالداَ " (1).
ثم يقول: "إن علينا ان نخوض البحار ونذهب إلى الفيافي والقفار في
أدغال إفريقية وامريكة، وأن نركب الصعب والذلول في سبيل التعريف بديننا،
وهداية الناس إلى حقائقه، وان يكون منا رسل رحمة لهؤلاء الذين أشفاهم
جهلهم، واشقاهم الذين استغلوا بلادهم " (2).
من هذا الأساس انطلق رحمه الله في كل عمل يطلب منه، ويعتبر 5 دعوة
وقربة إلى الله تعالى، فحينما كلف بالكتابة في مجلة الواء الإسلام) وحضور
اجتماعاتها وندواتها واظب على الحضور، ولم يتخلَّف إ لا لعذر قاهر، ورفض
ان يتقاضى اية مكافأة مالية، على الرغم من انَّ صاحب الامتياز الأستاذ أحمد
حمزة قرر دفع مكافأة شهرية لمن يكتب في المجلة. كما يقول الدكتور محمد
كامل النا: "كان المرحوم صاحب الامتياز أحمد حمزة صاحب المجلة قد اتفق
معي على ان تدفع مكافأة شهرية لمن يكتبون في المجلة، واصزَ على هذا
الرأي، ولكن الشيخ ابو زهرة والشيخ النا رفض! رفضاَ باتاَ ان يتقاضيا أية
مكافأة، وحاولت مع الشيخ أبو زهرة، فصفم على رأيه إلى أن فرضت الحراسة
(من الدولة) على أحمد حمزة وصودرت جميع امواله وشركائه، واستولت
وزارة الأوقاف على ما كان قد خصصه للإنفاق على المجلة.
(1)
(2)
مقال الدعوة إلى الحق، للشيخ، لواء الإسلام، عدد (4)، 963 1 م، ص 9 2 2.
المصدر السابق نفسه.
69