كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

وهنا ظهر أبو زهرة وتحدَث بحماس وعنف مع الكُئاب الذين كانوا
يتقاضون مكافاَت 0. أن يزكوا عن عملهم، وأن يتنازلوا عن هذه المكافاَت،
ويكون عملهم لوجه الله. ورفض أحمد حمزة هذا الاقتراح. ولكن أبو زهرة
رحمة الله عليه صمم على رأيه، وتبعه جميع الكُتَاب إلا عدداً قليلاً، وظل أبو
زهرة يواظب على الذهاب إلى المجلة وا لاشتراك في تحريرها، ولقد كان يذهب
إلى المطبعة في غالب الأحيان ليراجع معي بعض المقالات تخفيفاً عني. . وظل
على هذا المنوال حتى اتاه اليقين راضياَ مرضياَ" (1).
ويذكر الشيخ عبد المنعم النمر انه لما دعته جمعية الإصلاح بالكويت
لإلقاء بعض المحاضرات الدينية؟ رفض ان ياخذ أية مكافأة على تلك
المحاضرات، "لما كان بيني وبين فضيلة الشيخ ابو زهرة من ودَ خالص ونفسية
عالية أبية، فقد طلب مني أن أمده ببعفالدينانير الكويتية من أجل شراء بعض
الأشياء التي تخصه. . حتى لا يضطر إلى قبول شيء من الذين دعوه أ و
استضافو 5، ولكي يكون عمله خالصاَ لوجه الله سبحانه وتعالى، وعلمت فيما
بعد ان الجمعية التي دعته لإلقاء بعض المحاضرات قد عرضت عليه مبلغاَ طيباَ
من المال كمكافأة على محاضراته، فرفضه رفضاَ قاطعاً" (2).
فهو رحمه الله لا يفبل اخذ الأجر والمكافأة من الجمعيات والمؤسسات
الدعوية (3)، لكنه لا يجد باساَ من اخذ الأجر من المؤسسات الحكومية والجهات
الرسمية، فإذا قام لها بعمل من الأعمال تقاضى عليه أجراَ: كمحاضراته في
(1)
(2)
(3)
مفال الدكتور محمد كامل البنا عن الشيخ، ضمن كتاب (أبو زهرة في رأي
علماء العصر)، لأبي بكر عبد الرزاق، ص 2 2 1.
مفال الشيخ عبد المنعم النمر عن الشيخ، ضمن الكتاب السابق، ص 62 - 63.
وقد ذكر الأستاذ عبد الله العقيل هذا الموقف له في مقاله الذي نشر 5 في
المجتمع عدد (97 1)، إبريل 4 97 1 م، ص 6 1.
70

الصفحة 70