كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
الإذاعة والتلفزيون. ولذلك لما دُعي إلى إلقاء أحاديث بالإذاعة والتلفزيون
ا لكويتيين قبل المكافأة على ذلك، وقا ل: " إن محاضرا تي وأ حا ديثي في ا لجمعيات
الدينية لا آخذ عليها اجراَ؟ لأن ذلك امتداد لمهمتي كداعية إسلامي عليه واجب
نحو دينه وأمته، وأيضاَ مساهمة مني في رسالة الجمعيات. أما ما يتصل
بالحكومة او الحكومات وهي تصرف هنا وهناك فإني لا أرى بأساً من قبول تلك
المكافأة " (1). ولما سافر من الكويت وكل الشيخ عبد المنعم النمر في قبض
مستحقاته وطلب منه حسم ما اخذ 5 منه كدين بإرسال الباقي إليه. ففعل النمر
استجابة لطلبه (2).
4 - الصراحة في قول الحق والشجاعة في اعلانه:
الصراحة في القول: هي الكلام المكشوف المراد منه دون الحاجة إلى
التعريض أو التأويل او المواربة. وهي في مجال عرض الحق ودفع الباطل
مطلوبة. كما يقول الشيخ ابو زهرة: "الصراحة كلمة تجري على الألسنة في
مقام النطق بالحق، ولا يتمارى في أنها خُلق فاضل إذا كإنت في موضعها. ولا
نرى نحن أنها تستعمل في غير موضعها؟ لأن ما يسمى صراحة ولا يكون فضيلة
لا يعد من الصراحة في شيء، ولكنه دخيل سمي باسمها، وحملت هي اوضاره
بغير حق. . والصراحة في تفسيرها اللغوي تتلاقى مع السمو والإخلاص
والجمال في القول والكمال في النفس والعلو عن سفساف الأمور" (3).
والصراحة في القول - كما يرى الشيخ رحمه الله - صفة ذوي الأخلاق
العالية والنفوس السامية، والقلوب المخلصة ومن يريدون الحق خالياً من
(1)
(2)
(3)
المصدر السابق نفسه.
المصدر السابق نفسه.
مقال الصراحة والمداراة والنفاق، للشيخ، لواء الإسلام، عدد (2)، 6 96 1 م،
ص 92.
71