كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

الثوائب. . وهي الطريق القويم والجادة المثلى لإعلاء الحق، وإقامة بنيانه،
وتشييد اركانه، فهي علو للحق ولأصحابه، وهي طريق إعلائه بين الناس، وإننا
نجد ا لذين يروي ا لتاريخ فضلهم وعلوهم كا نوا من الصرحا ء ا لذ ين لا يد اجو ن (1).
ويشهد بصراحته كل من استمع إلى محاضراته او ندواته، فيقول الدكتور
علي عبد الواحد وافي فيه: "كان الإمام ابو زهرة رحمة الله عليه صريحاَ كل
الصراحة في موقفه في شؤون السياسة والحكم، وكان يجهر برأيه، وكان رأيه
هذا يصل إلى أولياء الأمور " (2). وقال الشيخ عبد المنعم النمر فيه: " وكان اميل
إلى الصراحة والوضوح في إبداء ما يراه، فمثلاًاذكر له معارضته الشديدة
الواضحة في مسألة تحديد النسل التي كانت تغضب المسؤولين - آنذاك - وهو
يعلم ذلك جيداً" (3). ويقول عبد المغني سعيد: "زاملته في اللجنة الإعلامية
التي عُهد إليها في أول الثورة بإعداد بعض النشرات والكتيبات، واعجبني أنه
اختار موضوعاً لإحدى النشرات يواجه بدء ظهور (ظاهرة النفاق) التي كان
يبغضها اشد البغض مردداَ قوله تعالى: " إن المنُفقِينَ فِى ألذَرك اَ لأَشفَلِ مِنَ ألنَارِ"
ا الناء: 145) فهم أسوا حالاَ من الكفار انفسهم. . ويعلن بصوت عالٍ ان
ظاهرة النفاق آلتي بدات تستشري في جسم الأمة سوف نهدمها من جذورها،
ولقد بدأ النفاق يدخل صفوف الثورة بالفعل، خاصة عندما تَدافَعَ الوصوليون
والانتهازيون للتسرب داخل الثورة عن طريق النفاق " (4).
وكان رحمه الله تعالى في صراحته وكرهه للنفاق متأثراَ بكثير من العلماء
(1)
(2)
(3)
(4)
المصدر السابق نفسه.
مقال علي عبد الواحد وافي، في الشيخ، ضمن كتاب (أبو زهرة في رأي علماء
العصر)، لأبي بكر عبد الرزاق، ص 0 8.
مقال الشيخ عبد المنعم النمر، ضمن الكتاب السابق، ص 64.
مقال عبد المغني سعيد عن الشيخ، ضمن كتاب (أبو زهرة في رأي علماء
العصر) ص 93.
72

الصفحة 72