كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
صوته وبمخارج الحروف عنده (1)، وكان ينقل خطبه لتلاميذ 5 (كالكاميرا)
بالصوت والصورة. ولا يتحمل أحداً يقلل من شأنه أو أن ينتقد 5 في بعض
مواقفه، فقد ذكر زكريا البري: أنه ناقثه فيه وفي بعض مواقفه وقلبه القاف
كافاً، فطلب رحمه الله من البري: ألا يعود لمثل هذا الحديث. وقال: إإني أرى
ان سعد زغلول هو الزعيم الأوحد في العصر الحديث والمعاصر" (2).
وكان رحمه الله لا يمل من تذكر صورة سعد يوم اطلق عليه النار في محطة
باب الحديد، وكيف تحامل على نفسه ودمه ينزف ليصعد على منبر الخطابة
لحظات يقول فيها: يعز عليئَ أن أرى منبر الخطابة ولا اخطب! وميدان الكلام
ولا أتكلَم. . ئم يعلن العفو عن خصمه الذي لم يرد في نفسه لمصر إ لا الخير. . .
ئم يقول الشيخ أبو زهرة: أين هذا من حديث العجل؟! إ (3).
والحقيقة أن الصراحة في الرجل تدل على الشجاعة؟ لأن الصراحة لها
أعباوْها، ولها اَثارها خصوصاَ في العصور التي يسودها النفاق، ويكثر فيها قول
الزور، ورمي الأبرياء، فلا يقدم عليها إلا كل قوي يستطيع ان يعلن ما يقول.
كما انها تدل على استقامة النفس واستقامة الخلق والإدراك؟ لأن الصريح ليس
من طبيعته أن يخفي في نفسه، ويدفن لغير 5، ويثير الفتن الخفية. وقد كان
الشيخ أبو زهرة شجاعاَ في الحق، جريئاً في الصدع به، لا يخشى في الله لومة
لالْم، يجهر بما يرى، وبما يعتقد أمام الناس وأمام الحاكم، وأمام أعوان
الحاكم. ويشهد له بذلك كل من استمع له، فيقول الدكتور احمد خليفة: " إن
(1)
(2)
(3)
قال حمزة دعبس: "إن بعض المتصلين بالشيخ يعزو ضعف (القاف) واقترابه
من حرف (الكاف) في حديثه إلى تعلقه بسعد زغلول الذي كان لديه نفس
السمة "، (أبو زهرة في رأي علماء العصر)، ص 9 1.
مقال البري، ضمن الكتاب السابق، ص 9 2.
مقال الدكتور عدنان زرزور عن الشيخ، مجلة حضارة الإسلام، عدد (3)،
السنة (15)، 394 ا هـ- 974 ام، ص 48.
74