كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
اهم صفاته، وربما قبل غزارة العلم والاطلاع كانت الجرأة، كان رحمه الله جريئاً
مقداماَ في اَرائه ومواففه، وفي فولة الحق، وكانت من وراء جرأته هذ 5 إيمانه
العميق بأن الله هو الفعَال، وكان يردد دائماَ قوله تعالى: " قُل لَن يُصِيبَنَأ إِلا مَا
! تَبَ أدئَهُ لنًا" ا ا لتوبة: 1 5،! (1).
ويقول الشيخ صلاح ابو اسماعيل: "كانت محاضراته في عصر عز فيه
الناطقون بالحق في شجاعة، وكان فضيلة الإمام الشيخ أبو زهرة من القلائل
الذين لا يخافون في الله لومة لائم، فصنع الله له في قلوب الجماهير مكانة عُليا،
تجلت في تزاحم الألوف على الاستماع إليه، كما تجلت في ضيق وسائل
الإعلام بشجاعته!. بعد ان بدا مع البرنامج الناجج (نور على نور) (2) وقال
محمد عبد المنعم خفاجي فيه: "كان يجابه الطغيان دائماَ بالرأي الحكيم
والموقف الشجاع، والعمل الدائب، لم يحن رأساَ لطإغية ولم يغير رأياَ له
لإيحاء جبار" (3). ويقول الدكتور كمال ابو المجد: "وجدنا اعتداداَ بالرأي،
وجرأة في إعلانه، وشجاعة منقطعة النظير في الدفاع عنه " (4).
ومما لا شك فيه أن هذه الشجاعة كانت تغضب كثيراَ من الناس، وبخاصة
الذين يتقربون من الحكام ويتزلفون إليهم، وربما ألبوا عليه الحاكم، لكن
الشيخ لم يأبه لمثل هؤلاء ولا لمن وراءهم. وقد نصحه أحد تلامذته (محمد
الطيب النجار) بأن يخفف من هذه الحدة، فيرد عليه: "يا بني أقول الحق،
وقولة الحق لم تترك لي صديقإَ. وانا لا يهمني إلا أن اُرضي الله سبحانه وتعالى
فقطأ (5).
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
مقال أحمد خليفة، ضمن الكتاب السابق، ص 9.
مقال الشيخ صلاح ابو إسماعيل، ضمن الكتاب السابق، ص ه ه.
مقال محمد عبد المنعم خفاجي، ضمن الكتاب السابق، ص 56 1.
مقال أحمد كمال أبو المجد، ضمن الكتاب السابق، ص 232.
ذكره وهدان في كتاب (أبو زهرة عالماَ إسلاميأا، ص 2 1 1.
75