كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

إرشاداً يستنكفون منه، ولكن بمجرد ان وصل إليهم ظنوا بنا الظنون، وتجهموا
للقائنا بعد ان كانت وجوههم تنطلق لنا في كل لقاء. وإن خاطبناهم سمعنا قولاً
خشناً مع اللقاء المتجهم، ووجدنا انهم يسيرون في نقيض ما نعتقد أنه الحق.
ولم يكن ذلك من واحد بعينه، بل كان من كثير. ومن الناس من كانوا يصادقوننا
حاسبين ان لنا عند ولاة الأمر مكاناً، فلما ظنوا الأمر غير ذلك بكلمة حق قلناه!
فطعوا ما بيننا ونابذونا على سواء" (1).
5 - المروءة والسماحة:
إن والدة الدكتور محمد الطيب النجار وبرفقتها زوجة الشيخ الطيب
النجار ذهبت إلى عيادة ابنه الدكتور مصطفى محمد ابو زهرة لعلاج اسنانها،
وكان هذا العلاج يحتاج إلى خمسة عشر يوماً متوالية. ومن اول! يوم أخبرت
الدكتور مصطفى انها والدة محمد الطيب النجار، فأخبر الدكتور مصطفى والده
بذلك منذ الليلة الأولى، فثار والد 5 الشيخ ابو زهرة عليه ثورة كبيرة. وقال!:
|ترضى |ن تأتي إليك سيدة فاضلة كبيرة السن، وتحملها مشقة الذهإب إلى
العيادة!! ولماذا لا تذهب انت إ ليها؟ فقال! له: يا والدي إن اجهزة علاج الأسنان
لا تنتقل الى المنازل، فقال له والده: خذ من الأجهزة ما تستطيع ان تأخذه، ولا
تكلف هذ 5 السيدة الفاضلة مشقة الحضور إليك. وفوجئت السيدة في اليوم
الثاني بالدكتور مصطفى |بو زهرة يصعد إلى الدور الثالث، ويباشر علاجها إلى
النهاية (2).
هذ 5 هي المروءة الحقة التي يتمتع بها الشيخ أبو زهرة والتي جعلته لا
يتحمل إلحاق مشقة الذهاب والإياب إلى العيادة بامرأة كبيرة وزوجة الطيب
(1)
(2)
المصدر السابق نفسه.
مقال الدكتور محمد الطيب النجار، ضمن الكتاب السابق، لأبي بكر عبد
الرزاق، ص 127.
77

الصفحة 77