كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
النجار، وأنه ينبغي على ابنه ان يذهب بنفسه إلى بيت تلك السيدة مع أن أجهزة
علاج الأسنان لا يمكن نفلها من العيادة إلى المنازل.
كما انه حينما عُئن وكيلاَ لكلية الحقوق واتصل بمشاكل الطلبة وخاصة
تلك المتعلقة ب! مكاناتهم المالية، فإنه كان يجود بماله الخاص لحلها إذا لم
تُسعفه اللوائح.
واما ما كان يتمتع به من السماحة وطيب الخاطر فيتمثل في عفو 5 عن
الطلاب الذين يجاوزون حدودهم ويخرجون عن المألوف. كما قال الدكثور
مامون سلامة: "واتصاف الإمام رضوان الله عليه بالعفو، فرغم انفعالاته بالنسبة
لمواقف بعض الطلبة الذين يجاوزون حدودهم ويخرجون عن الماًلوف، كان
رحمه الله يقبل العذر، ويعفو عن الطالب، بل ويجزل له العطاء من ماله الخاص
إمعاناَ في إثبات عفوه " (1). هذا بالإضافة إلى سماحته مع المخالفين له في الرأي
من نظرائه وزملائه. كما يقول الدكتور علي عبد الواحد وافي: "كان موقفه
السمح حينما عقبت على بعض ما جاء في كلمة القاها في مؤثمر من المؤتمرات
التي عقدتها جامعة ام درمان الإسلامية، وكان يعرض فيها لموضوع المصاحف
العثمانية وقراءات القراَن. وهذه لعمري سمة جليلة لا يلقَاها إلا كبار المخلصين
للحقيقة والعلم " (2).
6 - حدة الطبع:
كان رحمه الله حاد الطبع، يثور بسرعة على من يخالفه كما يقول الأستاذ
عبد الحليم رمضان: "كان رحمه الله حاد الطبع لا يوجد عنده أنصاف حلول.
الفضيلة في نظره جوهر، ولقد كانت حدته لها اَثارها سطوة، وذلك يرجع لقوة
(1)
(2)
مقال الدكثور مأمون سلامة، ضمن الكتاب السابق، ص 48 1.
مقال الدكتور علي عبد الواحد وافي، ضمن الكتاب السابق، ص 0 8.
78