كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

يقينه بعدالة ما يدافع عنه " (1).
ولا تتعارض هذه الحدة مع السماحة التي تكلمنا عنها سابقاً، لأن
السماحة وطيب الخاطر تكون في مجال التجاوز عن حقوقه والعفو عمن أساء
إ ليه. اما الغضب وحدة الطبع فيكون في مجال انتهاك حقودتى الله تعالى، وحقوق
الدين، وحقوق الناس. يقول الشيخ محمد الغزالي في حقيقة غضبه وحدة الطبع
عند 5: "كان يصحبه عنف غريب عندما يتصل الأمر بقواعد الشريعة، أو ما اتفق
عليه الفقهاء، او عندما يلمج طلائع غزو ثقافي تتسلل ماكرة لتفرض نفسها على
المسلمين تحت أي زي. هنا يُعرف الشيخ أبو زهرة على حقيقته، فإنَ غضبه
يجعل العلم يتفجر من جوانبه بمنطق ذكي، وتسلسل في التفكير لا يعتريه
انقطاع، وعاطفة مشبوبة تسخط لثه وترضى لئه " (2).
وقال الشيخ عبد المنعم النمر في ذلك الغضب: "أرى أن الشيخ كان حاداً
في خصومته، شديد الاستمساك برايه المؤيد بالكتاب والسئة إلى الغضب
والثورة على كل من يخالفه " (3).
ويمكن تفسير ذلك بغيرته على الإسلام وشريعته، وهي غيرة محمودة.
ويؤيد ذلك قوله بم! رِر: "إنَ اللهَ يغارُ، دهان المؤمنَ يغارُ، وغيرةُ اللهِ أن يأتيَ المؤمنُ
ما حزَمَ اللهُ عليهِ" (4). ويؤكد هذا التفسير الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي،
حيث قال: "وكان الشيخ رحمه الله يمثل كل التمثيل الغيرة على الإسلام، وعلى
القراَن، وعلى لغة الكتاب العزيز" (ْ) ويستند رحمه الله في غيرته إلى قوة يقينه
(2)
(3)
(4)
(5)
مقال عبد الحليم رمضان، ضمن الكتاب السابق، ص 83.
مقال الشيخ محمد الغزالي، ضمن الكتاب السابق، ص 2 1 1.
مقال الشيخ عبد المنعم النمر، ضمن الكتاب السابق، ص 64.
رواه البخاري برقم (4822) في كتاب النكاح، باب الغيره؟ وصحيج مسلم،
كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، رقم (5 99 6).
مقال الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، ضمن الكتاب السابق، ص 56 1.
79

الصفحة 79