كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
بعدالة ما يدافع عنه من قضايا، وانه على حق.
هذه الغيرة الزهراوية يحسب لها المناظرون له الف حساب، ويخشون
حدته وغيرته وثورته. يذكر الدكتور عبد المنعم النمر، مساعد أمين مجمع
البحوث الإسلامية في سنة (1972 م) عقد المجمع مؤتمر 5، وفي جلسة من
جلسات المؤتمر عرض المرحومان الشيخ علي الخفيف، والشيخ ياسين سويلم
بحثين في موضوع (شهادات الاستثمار) وكانا يريان جواز التعامل بها، فلمَا
سمع فضيلة الشيخ ابو زهرة ذلك اعترض ثائراَ وهو في مجلسه، واخذ يتحدث
وهو جالس في مكانه بين المدعوين وكبار علماء الأزهر، وعند الاستراحة
تحدئت إليه، وكان معي الدكتور احمد الشرباصي واَخرون، ورجوته ان يؤجل
كلامه لحين انتهاء الجلسة. واذكر أن الشيخ الشرباصي قد همس في اذني وقال
لي: لا تتعرض للشيخ أبو زهرة ف! نه يكون حاداَ حين يغضب موقناَ أنه على حق.
فقلت (الشيخ عبد المنعم) له بصوت مرتفع: ما بيني وبين أستإذنا الشيخ أبو
زهرة من حب متبادل يتيح لي أن أقول للشيخ ما أريد، وخاصة ما ارا 5 يزيد من
توقيره، ويتناسب مع مكانته العلمية الرفيعة. وسمع الشيخ أبو زهرة الكلام،
وضحك في سعادة غامرة، وقال: هذا صحيح. وفي الجلسة التالية وقف ورد
رداً شاملاَ جامعاَ مدعماَ بالنص من كتاب الله وسنة رسوله -لمجؤ بالإضافة إلى أ قوال
سلفنا الصالح. وعاد وجلس في الصفوف بين الشيخ علي الخفيف والشيخ
محمد أحمد فرج السنهوري.
وحينما أخذ الشيخ علي الخفيف يُدلي برأيه وحجته حول شرعية استخدام
شهادات الاستثمار. . والتي لم يرض عنها الشيخ الإمام أبو زهرة فوجئنا بالشيخ
علي الخفيف ينادي بصوت مرتفع: "حوشوا عني الشيخ ابو زهرة ". وذهبت
إليه فقال لي: إنه كلما سمع كلاماً يخالفني فيه كان يزغدني بكوعه، او بركبته.
فرجوت الشيخ أبو زهرة أن يترك الشيخ علي الخفيف، ويؤجل معارضته حتى
يأخذ الكلمة. . وسمع الشيخ محمد فرج السنهوري هذا، وكان يجلس بجانبه
80