كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

مأمون سلامه: "كان رحمه الله مرحاَ من خلال (قفشاته) اللاذعة والهادفة في
نفس الوقت، ولذلك كانت محاضراته يقبل عليها طلابه وغيرهم، ويحرصون
عليها؟ لأنه من خلال (قفشاته) كان يهدف إلى إرساء قيم خلقية " (1). وقال
أيضاَ: "كان - رحمه الله - صلباَ عنيفاَ في الحق. . وقد تجفَى ذلك في مواقف
عدة، فحينما اختلف معه الحاكم ومنعه من إلقاء محاضرته ودروسه على طلبته
بالجامعة وغيرها بسبب مواقفه الشجاعة لم يتأثر ولم تلن له عريكة، وصار
يتكلم في اي مناسبة يوجد فيها، معئراَ عن رايه الحر الجريء فيما يجري على
لسانه " (2). وفيما يلي بيان لأهم هذه المواقف، وهي:
مواقفه الوطنية الإسلامية، ومواقفه القومية الإسلامية، ومواقفه من
أصحاب الأقلام المسمومة والأفكار المنحرفة، وموقفه من المستشرقين.
1 - مواقفه الوطنية الإسلامية:
يؤمن الشيخ ابو زهرة رحمه الله بالوطنية الثورية لتحرير البلاد من نير
الامعتعمار واذنابه الذين يقدمون له الخدمات الجليلة على حساب البلاد
والعباد. ولهذا انضم إلى الحركة الوطنية منذ سنة (5 191 م)، وشارك مثاركة
فغالة في ثورة (9 91 1 م) وتعفَق بالزعيم الوطني سعد زغلول. كما يقول تلميذ5
حمزة دعب!: "إن فضيلته كان متصلاَ بالحركة الوطنية منذ سنة (915 ام)،
وانتظم في صفوف الثوار مع ثورة (9 91 1 م)، وتع! ق بسعد زغلول الذي علمت
فيما بعد انه كان وثيق الصلة به، محبوباَ لديه، مؤثراَ فيه " (3) ولا يعني هذا تأييد
حزب الوفد في كل ما يرفع من شسعارات، وانما كان يرفض ما يخالف الإسلام
من شعارات: مثل العلمانية، وهي فصل الدين عن الدولة والمجتمع، فهي
(1)
(2)
(3)
مقال الدكتور مأمون سلامة، ضمن الكتاب السابق، ص 8 4 1.
المصدر السابق، ص 47 1.
مقال حمزة دعبس عن الشيخ، في الكتاب السابق، ص 9 1.
82

الصفحة 82