كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
مرفوضة تماماَ في الإسلام. كما أنه يرفض شعار: (الهلال يعانق الصليب)
فيقول في رفض هذا الشعار: كيف تتلاقى الأضداد ويعانق بعضها بعضاً واللّه
تعالى يقول: " وَمَاقَمَلُو وَمَاصَلَبُوُه " 1 النساء: 157) فضلاً عما تلحقه فرية
الصلب من المهانة بالسيد المسيج نفسه، فالنصإرى أنفسهم يقولون: "المسيج
استسلم لموت العار على الصليب " (1).
ولما قامت ثورة (23 يوليو 952 1 م) التي قام بها الضباط الأحرار تريث
الشيخ في تأييدها المطلق، وإن كان في داخله مسرور بتحرير البلاد من الطغمة
الفاسدة، ولذلك لم يندفع في تأييدها، ولم يمانع من الاشتراك في بعض اللجان
الإعلامية التي عُهد إليها بإعداد بعض النشرات والكتيبات؟ لأن هذه اللجنة
تحقق له الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولذ! كانت
أول نشرة تصدرها هذ 5 اللجنة (ظاهرة النفاق) التي بدات تستشري في جسم
الأمة، كما بدات تدخل إلى صفوف الثورة (2). كما أنه رحمه الله امتدح الميثاق
الذي أصدرته هذه الثورة باعتبار أنه عهد موثق بين الحاكم والمحكوم، وبين
الشعب بعضه مع بعض على التعاون على البر والتقوى، وبه يعرف كل ما يجب
عليه، وبه ترسم الحدود، فلا اعتداء، وتستفيم الأمور من غير التوإء، إ ن
استقامت القلوب وخلصت النيات. ثم أضَل له بالبيعة بين الرسول! ر وبين
الأنصار، وهو يدعو إلى حرية الصحافة والمساواة بين الرجل والمرأة، ولكن
الحرية والمساواة لا بد أن تكونا مقيدتين بضوابط الشريعة الإسلامية (3).
وعندما رأى الشيخ رحمه الله أن رجال الثورة بدأوا بخنق الحريات،
(1)
(2)
(3)
مقال محمد العابدي عن الشيخ، في الكتاب السابق، ص 4 4 1.
مقال عبد المغني سعيد، عن الشيخ، ضمن الكتاب السابق، ص 93.
مقال الميثاق، للشيخ، لواء الإسلام، عدد (7)، سنة (16)، 962 ام،
ص 48.
83