كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
لىلغاء الدستور القديم دون ان يأتوا بالبديل الذي يضمن الحقوق الخاصة
والعامة أخذ يتبرم بالأوضاع القائمة، ويوجه لها سهام النقد حتى اعتبر من
المحذورين (1). هذا بالإضافة إلى أن رجال الثورة أقصوا القائد الحقيقي
للثورة، وهو محمد نجيب، وعندها أعلن الشيخ ان (ثورة 23 يوليو) انتهت
بعزل محمد نجيب من مركز قيادتها" (2). وكان يجهر بهذا في مواجهة الرئيس
جمال عبد الناصر نفسه، أو من يمثلون شخصه مثل: سامي شرف، وعبد
المجيد فريد. . وكان يحتفظ بصورة فوتوغرافية لمحمد نجيب في حجرة
الاستقبال، تكاد تكون بحجمه الطبيعي، ولعل ذلك مما يؤكد حبه الشديد
له (3)، ولم يقف انتقاد الشيخ لرجال الثورة عند هذا الحد، لىنما انتقدهم في
كثير من الأمور منها: محاولتهم إقصاء الشريعة الإسلامية، وتطبيق القوانين
الوضعية، والمبادى الاشتراكية، والدعوة إلى تحديد النسل، والعبث في قوانين
الأحوال الشخصية، واستصدار فتاوى من علماء السلطان أو السوء بتحليل الربا
الذي حرمه القراَن (4). ومنها تنكيل عبد الناصر بالإخوان المسلمين (ْ). ومنها
انتقاده الاعتداء الاَثم على الدكتور عبد الرزاق السنهوري وقت ان كان رئيساَ
لمجلس الدولة، فقد بعث له الشيخ أبو زهرة برقية من مكتب (التلغراف) موقعاَ
عليها منه، وبها عنوانه بالكامل وكتب فيها: "إن ما اصابك لم يصب شخصك،
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
مقال الشيخ محمد الغزالي، عن الشيخ، ضمن كتاب (آبو زهرة في رأي علماء
العصر)، ص 13 1.
مقال عبد المنعم خزبك، عن الشيخ، ضمن الكتاب السابق، ص 03 1.
المصدر السابق نفسه.
مقال عبد الحليم رمضان، عن الشيخ، ضمن الكتاب السابق، ص 84؟ ومقال
محمد سيد بدر، ضمن الكتاب السابق، ص 152؟ ومقال عبد الله العفيل،
ضمن الكتاب السابق، ص 9 22.
مقال محمد الطيب النجار، ضمن الكتاب السابق، ص 26 1.
84