كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
وإنما أصاب العدالة والعلم، بل والأمة بأسرها في شخصك " (1) ومنها حرب
اليمن التي شئها عبد الناصر على أهل اليمن المسلمين، واعتبرها الشيخ رحمه
الله من أكبر جرائم عبد الناصر، فقد كانت من أكثر ما يؤلمه ويعلق عليه بمرارة
لما ادت إليه من قتل المسلمين هناك، وقتل خيرة شباب مصر، واستنزاف
اقتصاد مصر واليمن، وما أدت إليه من انحرافات في دخول الأموال وخروجها
والمصروفات من بعض المسؤولين في الجيش (2). ومنها إعدام سيد قطب
وبعض صحبه الكرام، فلما جاءت سيرته في (ندوة لواء الإسلام) أثنى عليه
وقال: لما رجع من أمريكة ساًلته كيف حالك الاَن يا سيد؟ فقال: أستاذي لقد
ذهبت مسلماَ وعدت مؤمناَ" (3).
هذه الأمور هي التي جعلت الشيخ يكره عبد الناصر ويمتعض منه، ويعلن
الحرب عليه. فقد روى الدكثور عبد العزيز محمد محسن، أحد طلابه في كلية
الحقوق عن الشيخ أنه دُعي لعقد قران ابنة احد الوزراء وجاء عبد الناصر، ولما
جلس ورأى الشيخ أبو زهرة فقال عبد الناصر: "مش حتبطل يا أبو زهرة بقى"
فردَ عليه الشيخ وقال له: ماذا يقصد السيد الرئيس؟ قال: أنت عارف وانا
عارت. فقال الشيخ: أراد ان يحرجني فاحرجته (4).
وقد ظلَ هذا الامتعاض في نفس الشيخ حتى بعد وفاة عبد الناصر، ويدل
على هذا ما ذكره الأستاذ علي عبد العظيم حينما كان يوصل الشيخ إلى منزله
بالزيتون فمرا على ضريح عبد الناصر فاظهر الشيخ امتعاضه الشديد من
عبد الناصر رئيس الدولة الراحل، فقال الأستاذ علي: يا فضيلة الشيخ، نعمل
(1)
(2)
(3)
(4)
مقال زكريا البري، ضمن الكتاب السابق، ص 38.
مقال عبد المنعم خزبك، ضمن الكتاب السابق، ص 6 0 1.
مقال عبد الله عقيل، ضمن الكتاب السابق، ص 0 23.
مقابلة شخصية مع الدكتور عبد العزيز محمد محسن.
85