كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
المجلات العلمية، نوجه الفكر الإسلامي عن طريقها، ومن كل طرق الإعلام
فلا نصل إليها، وكان الهم الاكبر أن انقطعنا عن دروسنا وعن المحاضرات
العامة. . ولكن القرآن آنسنا في وحدتنا وأزال غربتنا، فكان العزاءَ النفسي
والجلاء الروحي! (1).
وقد استمر هذا المنع إلى وفاة عبد الناصر في (1970 م) ولم يمنعه ذلك
من أن يتكلَم او يعلن نفده ومعارضته لمن جاء بعد عبد الناصر وهو أنور
السادات. فحينما تدخلت زوجته (جيهان) في قوانين الأحوال الشخصية بعث
الشيخ رسالة إلى الرئيس جاء فيه!: "إلى السيد رئيس الجمهورية: إن الدين
النصيحة، فقد رجوتك أن تمنع زوجتك السيدة (جيهان) من التدخل في شؤون
الدولة، حيث إن ما يظهر مخزياَ، وما يخفى أعظم، ولذلك نرجوك فأنت العزيز
علينا. . وكل من تعزه عزيز علينا، فنرجوك أن تستجيب لمطلبنا، وتأمر حرمك
بعدم التدخل في شؤون الدولة، وبخاصة قانون الأحوال الشخصية " (2). ولم
يكتف بإرساله خشية حجبه عن الرئيس، فقرأه على الطلاب في قاعة الدرس.
وروى لي الدكتور عبد العزيز محمد محسن، احد طلاب الشيخ في كلية
الحقوق أنه بعد حدوث الفتنة الطائفية بين المسلمين والنصارى في مصر دعا
الدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف العلماء من المسلمين ورجال الدين
النصراني إلى اجتماع بحضور أنور السادات رئيس الجمهورية، وحين أخذ
الكلمة من ينوب عن الدين النصراني قال: "لا يوجد على الأرض إنسان لا
يعترف أن المسيح هو الله!. فتصدى له الشيخ أبو زهرة، وكان مدعواَ لهذا
الاجتماع، وقال له: "كذبت، إن كان شنودة لم يعلمك دينك الصحيج، أنا
(1)
(2)
المعجزة الكبرى، لمحمد أبو زهرة، ص 6.
مقال الدكتور علي عبد العظيم، ضمن كتاب (ابو زهرة في رأي علماء العصر)،
ص 96.
87