كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
اعلمك دينك " واعطى الحاضرين محاضرة في الأخطاء العقائدية للمسيحية
وهاج رجال الدين النصراني، وفض الاجتماع دون نتيجة ترجوها الدولة. ولما
اراد السادات استئنات الحوار بين علماء الإسلام ورجال الدين الإسلامي بعث
وزير الأوقات عبد العزيز كامل إلى الشيخ ابو زهرة ليكون على راس علماء
الإسلام وترخاه ان يكون حليماَ، فقال للوزير: " إن عادوا عدنا " (1).
وقد تعرض الشيخ رحمه الله نتيجة هذه المواقف من السيد انور السادات
ومشاريعه إلى متاعب، فمنعت الرقابة الحكومية من طبع بعض كتبه مثل كتاب:
(خاتم النبيين)، هذا بالإضافة إلى منعه من الوصول إلى بعض الوظائف الدينية
مثل (مشيخة الأزهر) وغيرها مع أنه مؤهل لها.
2 - مواقفه القومية الإسلامية:
وقف رحمه الله من قضايا المسلمين العامة كقضية الجزائر التي كانت
محتلة من قبل الفرنسيين، وقضية ليبية التي كانت محتلة من قبل الإيطاليين،
وقضية فلسطين المحتلة من قبل الإنكليز واليهود، وقضية كشمير وغير ذلك من
القضايا الإسلامية، وقف رحمه الله من هذه القضايا موقف الثائر والكاشف
لعورآت الاحتلال الغاشم. وقد اشرت إلى بعض مواقفه عند بحث عصره.
وقد تعرَض الشيخ رحمه الله تعالى نتيجة هذه المواقف الإسلامية إلى
مضايقات، فقد كان الغرب يزعجه حديث الشيخ عن اليهود وقضية فلسطين
العادلة. وكان السادات يجابه من الغرب عند إبدائه الرغبة في الصلح مع
اليهود: بأن الشيخ يؤلب الناس على احبابنا اليهود.
ومما يؤيد ذلك ما ذكره الدكتور زكريا البري، وزير الأوقات السابق حيث
قال: "في لقاءاتي مع الرئيس السادات جاء ذكر الشيخ ابو زهرة، وأثنى عليه
(1) مقابلة شخصية مع الدكتور عبد العزيز محمد محسن.
88