كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

طبعأ وعلى علمه، ولكنه اشتكى منه شكوى غير عادية، واشتكى أيضاً من
الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر آنذاك مع أننا كنا نعتقد أن السادات هو
الذي اختاره شيخأ للأزهر في عهده، وقد ذكر لي أن الشيخين الاثنين قد سبَّبا لي
متاعب سياسية خطيرة جدأ باصرارهما على مواقف معينة، ولا داعي لذكرها،
تلك المواقف السياسية الحساسة كانت مرتبطة بمشاكل المجتمع المصري بصفة
خاصة، وبالمجتمع العربي والإسلامي بصفة عامة " (1).
3 - مواقفه من اصحاب ا لأقلام المسمومة وا لأفكار المنحرفة:
ظهر في عصر الثورة المصرية التي نادت بالاشتراكية كُتاب علمانيون،
وصحفيون منحرفون، وأصحاب أقلام حاقدون على الإسلام والمسلمين،
وتباروا بأقلامهم الحاقدة في إلحاق التهم بالإسلام والرسول ع! يم والقرآن
وشريعته، والسئة النبوية ورواتها. فقد اتهم النبي ىلجي! بأنه زير نساء، واتَّهم ابو
هريرة بالنفاق، واتهمت الشريعة الثابتة بالتغيير والتطوير، ورفضت السنَّة النبوية
بحجة وجود أحاديث موضوعة أو ضعيفة. . . إلخ. كل ذلك كان يحصل على
مسمع ومرأى الدولة، وهي تغض النظر عنهم، في حين أن الدعاة المخلصين
والعلماء العاملين غُيبوا عن الساحة، وزج بهم في غياهب السجون، فوجد
الشيخ أبو زهرة نفسه وحيدأ في هذا الميدان، فتصدى لتلك الأقلام المسمومة
والأفكار المنحرفة بكل ما يملك من قوة بيان. وكنت قد اشرت إلى بعض هذ5
الردود التي كشفت زيف تلك الأفكار عند الحديث عن عصر 5.
وقد تعرض الشيخ أبو زهرة نتيجة وقوفه هذا الموقف من هؤلاء الكتإب
لأشنع التهم، وأقأع الشتائم، وبخاصة من بعض تلاميذ 5 الذين درسوا على يديه
في كلية الحقوق، وهو أحمد بهاء الدين، فهو يقول: "إن المرء يحار في طريقة
(1) مقال زكريا البري، ضمن كتاب (أبو زهرة في راي علماء العصر)، ص 96.
89

الصفحة 89