كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
معاملة هؤلاء الناس، فالواحد منا يحترم فيهم أحياناً سنَهم الكبيرة، ويعذرهم
فيما بينه وبين نفسه، أنهم عاشوا حياتهم العقلية اسرى بين جدران كتب معينة
محدودة، لم يعرفوا سواها، ولم يدركوا من التجارب الإنسانية غيرها، ولهذا
يؤثر الإنسان حتى إذا ناقشهم ألا يخرج معهم عن حدود الأدب. ولكن بعض
رجال الدين هؤلاء يبرهنون من الوهلة الأولى على أن الدين لم يترك فيهم أ ول أ ثر
من اَثار 5 وهو الأدب والمناقشة المهذبة والمجادلة بالتي هي احسن، ويحار ا لمرء
كيف يعاملهم؟، هل يكيل لهم بنفس الكيل ام يقدر ان التطور يحطم رؤوسهم،
فتثور أعصابهم ويطير صوابهم على النحو الذي ترا 5 احياناً؟، النموذج الذي أثار
في الذهن هذه الخواطر هو الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة " (1).
بالرغم من أن هذا الكإتب قد درس على يدي الشيخ إلا أنه يجهل أ و
يتجاهل حقيقته وقدرته على التحليل والاستنباط والاجتهاد في القضايا
المعاصرة والمشاكل اليومية التي تطرا للناس، فقد كان يجيب عنها ببصيرة نافذة
وحكمة عالية، وهذا يدل على طول باعه في العلم وسعة اطلاعه ولي! على
ضيق أفقه كما يدعي الكإتب، وهو على أرض صلبة لا يمكن أن يحطمه التطور؟
لأن التطور يحطم من لا سند له ولا ثوابت عنده.
4 - موقفه من المستشرقين:
في ديسمبر (1957 م) دُعي الشيخ إلى ندوة إسلامية بلاهور، وهاله أ ن
اغلب الحاضرين من المستشرقين واليهود واذنابهم الذين يشؤَهون الحقائق
الإسلامية، ويهرفون بما لا يعرفون، فبعضهم ينكر السنَة، وبعضهم ينكر عذاب
القبر، وبعضهم ينسب قول " اختلاف امتي رحمة " إلى ا لنبي ع! ي!، وبعضهم يقول:
القراَن ليس كتاب احكام، وبعضهم يقول: إن الإجماع لي! إ لا إجماع مجلس
(1) كتاب (هذه الدنيا)، لأحمد بهاء الدين، ص 98 1 - 99 1.
90