كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

التكريم الذي شرفها به رب العالمين يتسامى فيعلو عن كل حد، لقد احسسنا
بشرف البيت المعظم وكرامته وعزته ومهابته ورفعته، فرددنا مأخوذين بروعة
الحقيقة دعاء النبي جَموو عندما ابتدأ الطواف حوله بعد ان طفَر 5 من الرجس
والأوثان: "اللهئم رفي هذا البيت، زِدْهُ تشريفاً وتكريماً وتعظيماً، ورفعةً،
ومهابةً، وقدراً، وَزِذ مَن شَزفَهُ وعظمَهَ مفن حجَه واعتمر 5 تشريفاً وتكريماً
وتعظيماً ورفعةً ومهابةً وقدراً".
5 - وسرنا إلى المسعى مأخوذين بروعة البيت وقلوبنا ومشاعرنا نحوه،
لقد غادرناه إلى الصفا والمروة وهناك ابتدانا السعي وأتمنناه سبعاً.
لفد تعلقنا بذكريات حول الصفا، فهو الجبل الذي علا 5 محمد ع! ي! عندما
أخذ يصدع بأمر ربه. . ومن فوق هذا الجبل أنذر عشيرته الأقربين، وفي كل
بقعة من بقاع مكة ذكرى خالدة إلى يوم القيامة. . ففي هذه المضايق والفجاج
كان يسير محمد ب!، وفيها كان جهاد 5 ا! بر بالصبر والمصابرة. . فيها عكف
على العبادة والتوحيد قبل أن يخاطب من السماء بدين التوحيد، الم تر غار حراء
وقد تسامى في الارتفاع والصعود إليه صعب، ولكنه لم يكن صعباً على محمد
ابن عبد الله ينًى، الناسك التقي، الذي أدبه رئه فأحسن تأديبه. . وفي هذا الغار
نزل أول القرآن.
6 - لقد مكثنا بجوار الكعبة نحو ستة عشر يوماً، ما مللنا ولا سئمناها ولا
نقصت روعتنا، فكل يوم جديد يحمل روعة جديدة.
7 - وفي يوم التروية: وهو اليوم الثامن من ذي الحجة الحرام انتوينا
الحج، وعدنا إلى رداء الإحرام، واتجهنا إلى منى، وفي فجر يوم عرفة اتجهنا
إلى الجبل المبارك.
وهنا تكرر مشهد الوحدة، ولكن على شكل جامع، فقد التقى في عرفات
كل حجيج المسلمين، وكان ينبغي أن يكون الناس متعارفين ليتحقق اسم
96

الصفحة 96