كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

اولأ -شهادة اساتذته واقرانه وتلاميذه له:
من اوالْل الذين شهدوا للشيخ أبو زهرة بمكانة علمية قابلة للنمو والزيادة
شيخه أحمد ابراهيم كما ذكرت سابقاً، وبالفعل فقد استطاع رحمه الله أن ينفَي
هذه المكانة، وينتقل بها من حئز الأقران إلى حئز الأساتذة الذين درسوا له في
مدرسة القضاء الشرعي وزاملوه في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، فبزهم،
وتقدم عليهم، في غزارة علمه، وسعة اطلاعه، وكثرة كتبه وأبحاثه ومقالاته،
وجمعه بين العمل والقول الصريح. يقول الشيخ عبد المعز الجزار في علمه:
"قد يجد الإنسان عالماً متبحراً في الفقه وأصوله، أو أستاذاً في علوم القراَن
وتفسيره، أو متخصصاً في مقارنة الأديان، أو متكلماً في علم الكلام والجدل،
او فيلسوفاً في المنطق والفلسفة، ولكن إذا بحثنا عن وعاء جامع لكل هذ5
العلوم لعز ذلك إلا ان شيخنا أبا زهرة قد جمع بين كل هذه العلوم والفنون " (1)
وقال الدكثور محمد حلمي مراد وزير التربية والتعليم السابق: " في اعتقادي أنه
لا جدال او خلاف في أن الشيخ محمد أبو زهرة كان يحتل مكانة رفيعة بين علماء
عصره، وتعتبر آراؤه ومؤلفاته مرجعاً للدارسين في الموضوعات التي كتب فيها
وتوافر على دراستها" (2).
ويقول الدكتور زكريا البري وزير الأوقاف السابق: "لقد طبعت كتبه بعد
وفاته وعلى غلافها تسميته بالإمام، ولهذا اصل أصيل في حياته، فقد كان اكثر
علماء الأزهر يلقبونه بذلك في حضرته، وفي غيبته، وأذكر انَ مناقشة دارت في
هذا الشأن في مجلس ضم المستشار عبد الحليم الجندي، رئيس قضايا الحكومة
وضمتني، هاذا بالمستشار عبد الحليم الجندي يقول: "إن الشيخ أبو زهرة
(1)
(2)
مقال الشيخ عبد المعز الجزار، عن الشيخ، ضمن كتاب (أبو زهرة في رأي
علماء العصر)، صه 1 2.
مقال الدكتور محمد حلمي مراد، ضمن الكتاب السابق، ص ه 1 1.
98

الصفحة 98