كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

يتحدَث مالك بن نبي عن صعوبة فهم الإعجاز البياني للقرآن: " والحقّ أنَّه
لا يوجد مسلم - وخاصة في البلاد غير العربية - يمكن أن يقارن موضوعياً بين اية
قراَنية وفقرة موزونة أو مقفاة من أدب العصر الجاهلي؟ فمنذ وقت طويل لم نعد
نملك في أذواقنا عبقرية اللغة العربية إ (1).
إئنا نتففَم معاناة مالك، وخاصةَ ان أكثر قراءاته بالفرنسية، وهذا مفسِّرٌ
كبيرٌ كإبن عطية يقول: "ونحن تتبئن لنا البراعة في أكثره (القرآن) ويخفى علينا
وجهها في مواضع لقصورنا عن رتبة العرب يومئد في سلامة الذودتى وجودة
القريحة ".
ويقول شيخ العريبة في العصر الحديث محمود محمد شاكر الذي قدَّم
د (الظاهرة القراَنية): "وخُئلَ إليئ أنَ مالكاَ لم يؤكف هذا الكتاب إلاّ بعد أن سقط
(1)
لمحمد احمد المغمراوي بعنوان الشعر الجاهلي: (أمنحول أم صحيج النسبة؟)
تقديم وتعليق: محمد العبدة، ط 0 98 1 م، دار الثقافة للجميع -دمشق.
يقول شكيب أرسلان: إنَ بعض الشرقيين يرون أنه من حيث اخترع الاوروبي
سكة الحديد والغواصة والطيارة واللاسلكي، فلا شك أنه صار يفهم أشعار
(الشقاخ) ولامية (الشَنْفَرى)!.
فلتُ: الشماخ بن ضرار شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، والشنفرى:
شاعر جاهلي من الأزد ولاميته هي التي مطلعها:
أَقِيْمُوا بَنِي قَوْمِي صُدُوْرَ مطئكُم فإني إلى قَوْيم سِوَاكُمْ لامْيَلُ
الظاهرة القراَنية، ص 58، يقول الشيخ محمد عبد اللّه دراز: إأول ما يفجؤك
ويستدعي انتباهك من أسلوب القرآن خاصية تأليفه الصوتي في شكله وجوهره،
دع القارئ يقرا القرآن، يرتله حق ترتيله، فستجد نفسك بإزاء لحن غريب لا
تجده في كلامٍ آخر، وهذا الجمال التوقيعي، لا يخفى على احد ممن يسمع
القرآن، حتى الذين لا يعرفون لغة العرب، فكيف يخفى على العرب أنفسهم؟ "
النبأ العظيم، ص 1 0 1.
104

الصفحة 104