كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

في مثل الفتن التي سقطتُ فيها من قبلُ، ثم اقال الله عثرته بالهداية، فكان طريقُه
إلى المذهب الصحيج هو ما ضمَنه كتابه من بعض دلائل إثبات إعجاز القرآن؟
وأنه كتابٌ منزَلٌ " (1).
وقبل أن نستعرضَ الكتاب لا بذَ من التنبيه إلى ناحية مهمة وهي أنَّ مالكاً
ظن انَ منهجَ التفسير القديم قائمٌ كلُه على المفارنة الاسلوبية معتمداً على الشعر
الجاهلي كحقيقة لا تقبل الجدل؟ فلو طتقنا فرضية (مرجليوث) لانهار ذلك
الأساس، ولذلك يقترح مالك تعديل منهج التفسير القديم، ويردُ عليه الشيخ
محمود محمد شاكر: "ولا ادري ما الذي الجأ أخي مالكاً إلى ذكر (تفسير
القراَن) ومنهجه القديم؟ إئه إقحام لبابٍ من علوم الإسلام قائمٍ برأسه لا يمسُّه
فرضُ (مرجليوث). وعلم تفسير القرآن كما أشَسه القدماءُ لا يقومُ على مقارنة
الأساليب اعتماداً على شعر الجاهلية أو شعر غير الجاهلية، وكل ما عند القدماء
هو أنْ يستدلوا به على معنى حرف في القراَن او بيان خاصة من خصائص التعبير
العربي " (2).
ويرى الشيخ شاكر انَ إعجاز القراَن كائنٌ في رصفه وبيانه ونظمه، ومباينةِ
خصائصه للمعهودِ من خصائصِ كل نظم وبيان، وأنَ قليلَ القراَن وكثيرَه في شأن
هذا الإعجاز سواء، وكان هذا هو التحذي للعرب ومطالبتهم بالإقرار والتسليم،
وأن إعجاز هذا القرآن هو الدليل على نبوة محمد ع! ييه، وليس العكس.
ويعود مالك ليؤكد عجزه عن إدراك الإعجاز من هذا الوجه؟ فعندما ذكر
تعليق عبد القاهر الجرجاني (3) على قوله - تعالى -: " رَلة إِق وَهَنَ ألعَظْمُ مِنِى
وَاَشتَحَلَ اَلربخمُ! شَيئا" أمريم: 4) قال: "إني اعجز عن إدراك الإعجاز من هذا
(1)
(2)
(3)
الظاهرة القراَنية، ص 8.
الظاهرة القرآنية، ص 6 1.
عبد القاهر الجرجاني: من أئمة اللغة، واضع أصول البلاغة، له: (أسرار
البلاغة) و (دلائل الإعجاز، (ت 471 هـ).
5 0 1

الصفحة 105