الوجه، اي بوسائل التذوق العلمي، بعد أن اعترفتُ بعجزي عن إدراكه عن
طريق التذوق الفطري، وهكذا أراني حيران فاقدَ الحيلةِ في قضيةٍ هي من أمسِّ
القضايا بالنسبةِ لي كمسلم " (1).
قام مالك بهذ 5 الدراسة ليثبتَ أنَ هذا القرآن معجِزٌ من نواع اخرى،
وليزؤدَ المثقف المسلمَ المحتك بالثقافة الغربية بأسس راسخة للتأمل الناضج
في هذا الدين، "فالمسلم اليوم فقد فطرةَ العربيِّ الجاهلي، وإمكانات عالم اللغة
في ا لعصر ا لعباسي، وإ عجاز ا لقراَن يجب أن يكون صفة ملازمة له عبر ا لعصور " (2)
سيلجأ مالك إذن إلى وسائل اخرى ليطمئنَ قلبُه، كمثل قوله - تعالى -:
" قل مَا كئث يدْلمحا ئِنَ ألرئئلِ وَمَأ أ رِى مَا يُقعَل بِ وَلَا بك! إِن أَنجعِ إلًا مَا يؤحَع إِكً"
ا الأحقاف: 9)؟ فهذ 5 الاَية تحمِلُ إشارةً خفيةً إلى أنَ تكرار الشيء في ظروف
معينة يدكُ على صحته، ولهذا فإننا يمكن ان ندرسَ الرسالةَ المحمَّديةَ في ضوء
ما سبقها من الرسالات.
وهكذا سيدرس مالك (ظاهرة الوحي) (وظاهرة التدين) والمقارنة مع
الرسالات السابقة لإثباتِ النبوة، وصدق دليل الوحي، وا! القراَن تنزيلٌ من
عند الله.
إن (ظاهرة التدين) اصيلة مركوزةٌ في فطرة الإنسان، سواء كان ذلك في
المدينة او القبيلة، في الصحاري أو في الغابات، وهي التي انتجت الحضارات،
وبسببها ازدهرت الجامعات، بل إن قوانين الأمم الأوروبية لاهوتية في أساسها،
وكلَما اوغل المرء في الماضي التاريخي للإنسان فإنَه يجد سطوراً من الفكرة
الدينية " (3).
(1)
(2)
(3)
الظاهرة القراَنية، صه 6.
المصدر السابق، ص 1 7.
المصدر السابق، ص ه 7؟ وانظر: البحث القيم الذي كتبه الشيخ دراز بعنوان:
(الدين).
106