كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

واما الفترة المدنية من حياته! ي! فهي حافلةٌ بجلائل الأعمال السياسية
والإدارية والعسكرية والتربوية؟ فقد أنشأ أمةً، وربَّى جيلاً قادهم إلى النصر من
بدر إلى الخندق إلى الحديبية إلى فتح مكة.
يريد مالك ان يثبتَ صخَة نبوّة محمد ع! ي! بمعيار نفسي وهو الصحة
العقلية، ومعيار أخلاقي وهو الاستقامة، ومعيار منطقي وهو فعالية الوحي الذي
نزل عليه.
اما الصحة العقلية فهو ينتقد الذين يعتبرون الوحي حالة من حالات
التشئج؟ بينما كان الرسول ع! ير يتمتع بوعي كامل حين نزول الوحي. يقول! لمجم:
"فَيَنْفصِمُ عنّي وقد وعيتُ ما قال "؟ "فحاله مباينةٌ تماماً للأعراض المرضية التي
تصفر فيها الوجوه، وتبردُ الأطرافُ، وتتكشَّفُ العوراتُ، ويحتجبُ نورُ العقلِ"
كما يقول الشيخ دراز (1).
وقد اتهم محمدٌ جم! ي! من قِبَلِ قريش " وَقَالُوا مُعَ! ونخؤُنم " ا الدخان: 4 1).
ولكن الذين ائهموه كانوا في قرارة أنفسهم غير مطمئنين إلى رأي يرضونه، ونقرأ
في القرآن وصف حالتهم: " بَلْ قَالوا أَضْغَثُ أَطو بَلِ ا! تَرَد5ُ بَل هُوَشَاعِرٌ "
ا الأنبياء: ه). "فهذه الجملةُ القصيرةُ تمثلىُ بما فيها من توالي حروف الإضرإب
(بل) مقدارَ ما أصابهم من الحَيْرَة والاضطراب، وتريكَ من خلالها صورة شاهد
الزور إذا شعر بحرج موقفه " (2).
وينتقلُ مالك إلى (ظاهرة الوحي) حيث ينقلُ تعريفَ بعض علماءِ
(1)
(2)
ويخرجه للطباعة إلا في عام (957 أم)، وهو يذكر بادلة قاطعة قوية، وبلغة
رائعة ما يريد مالك أن يذكره ويتشوف إليه.
النبأ العظيم، ص 72، ط. دار القلم - الكويت، (0 97 1 م).
النبا ا لعظيم، ص 68.
108

الصفحة 108