الدراسات الإسلامية للوحي بأئه (المكاشفة أو الوحي النفسي)، وينتقدُ هذا
التعريفَ؟ لأن الوحيَ النفسيئَ معرفةٌ قابلةٌ للتفكير، بينما الوحي بتعريفه الشرعي
ظاهرة خارجة عن نطاق الإنسان وتفكيره، والمكاشفة لا تنتجُ يقينأ كاملاً بل
احتمالات، بينما الوحي يقين؟ لأئه مِنَ اللهِ سبحانه وتعالى.
وينقلُ تعريفَ الشيخ محمد عبده للوحي بأئه: ((عرفان يجده الشخصُ في
نفسِه مع اليقين بأثه من قِبَلِ اللهِ بواسطة او بغيرِ واسطةٍ "، يقول مالك: "إنَّ في
هذا التعريف تناقضاً؟ لأن النبيئَ لا يدري بصفة موضوعية كيف جاءته المعرفة،
وهو يجدُها في نفسِه مع تيقنه أئها من عندِ الله، وهذا يخلعُ على ظاهرة الوحي
كل خصائص المكاشفة " (1).
وعلى كل حال كان الأولى بالمؤلَف أن يأتيَ بالتعريف الشرعي حتّى لا
يقعَ أحياناً في تحليلات منافية للحفيفة كقوله بعد رجوع الرسول! م من غار
حراء: (في اضطرابه وخلطه) ومحمدٌ ع! ي! كان خائفاً حيث فجأه الوحي، ولكنَّه
لم يخلط يوماً من الأيام، وتعريف العلماء للوحي: " ما أنزله الله على أنبيائه،
وعزَفهم من أنباءِ الغيبِ والشرائعِ والحكم ".
يقول الشيخ صبحي الصالج - يرحمه اللّه -: " يجب أن نُقصي عن ظاهرةِ
الوحي لفظ: الكشف وما يشبهه من ألفاظ الإلهامِ والحدْسِ الباطني والشعور
الداخلي او (اللاشعور) التي يتغنى بها شبابنا المثقفون محاكاةً للأعاجم " (2).
ثم يدرس المؤلفُ بعضَ خصائص الوحي مثل نزوله مُنجَماً، وكيف كان
الرسول ىلمجرِو ينتظره على احز من الجمر، ولكئه يتأخر؟ وهذا دليلٌ على أنَّه من
عند الله، مثل حادثة (الإفك) حين خاضَ بعضُ الناس في السيدة عائشة رضي الله
(1)
(2)
الظاهرة القرآنية، ص 1 17.
مباحث في علوم القران، ص 6 2.
109