كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

الكتب قولهم: "ولكن الرئئين لم يزالوا يعنون بالتناقضات والاختلافات
الموجودة في هذ 5 الصحف، ويقومون - ببراعتهم - بإصلاحها وتعديلها " (1).
قارن مالك بين القرآن والعهد القديم (سفر التكوين) في قصة يوسف عليه
السلام، وقد خرج من خلال! هذه المقارنة بالنتائج التالية: روايةُ القرآنِ تنغمر
باستمرار في مناخ روحاني، وكلماتُ يعقوب عليه السلام فيها قدرٌ كبيرٌ من
حرارة الروح، وكذلك لغة يوسف عليه السلام، عندما تحدَّث في السجن مع
صاحبيه.
أما رواية التوراة فتكشِفُ عن أخطاء تاريخية، ودعاء يوسف ووعظه
والاهتمام با لاَخرة لا يردُ في التوراة، وكذلك مشهد عفو يوسف عن إخوته.
ومن الطريف والتوافق انَّ الشيخَ أبا الحسن الندوي عقد المفارنة نفسَها
في كتابه (مدخل إلى الدراسات القرانية)، وقد لاحظ أنَّ موعظة يوسف - عليه
السلام - مع صاحبيه في السجن، وهي اَية الحكمة النبوية قد حُذِفت أساساً من
التوراة، وأن حديثَ يعقوب - عليه السلام - الذي نقلته التوراة ليست عليه تلك
المسحة النبوية؟ ففي القراَن نجد 5 عبداً صالحاً، متوكلاً على الله، أ ما في التوراة
فنجده رجلاً حزيناً قد عركته التجارب (2).
ومع هذه الاختلافات الجوهرية؟ فإنَ القصة فيها كثير من التشابه، وهذ!
يدل! على وحدة المصدر، وهذا لا يعني أنَ محمداً ع! يم اقتب! هذا من التوراة؟
فقد كان امياَ، ولا توجد ترجمة لهذ 5 الكتب في الجزيرة العربية يومها، ولا كان
العربُ لهم عناية كبيرة بالأديان الكتابية، عدا بعض الحنفاء والمتنضرة الذين
يعدُون على رؤوس الأصابع.
(1)
(2)
مدخل إلى الدراسات القراَنية، ص 8 0 1.
المصدر السإبق، ص 9 5.
111

الصفحة 111