كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

2 - شروط ا لنهضة (1)
بعض الكُتاب يبدأ إنتاجهم ضعيفاَ او عادياَ، ثم يكتمل نضجه مع الائام،
ولكن يتهئا لي أن مالكأ بعد قراءاته الغزيرة والمتنوعة، وبعد تخزين كل تجاربه
في الحياة، من الدراسة والعمل في الجزائر؟ إلى معرفة الغرب من داخله في
باريس، جاءت كتإباته ممتلئة بالحيوية والعمق في تحليل المشاكل وطرح
الحلول، هانَ موضوعأ مثل شروط النهضة بحاجة إلى تأفل كبير في وإقع
المسلمين، وما هي السبل التي تؤدي إلى النهضة، وما حاوله المؤلف حسب ما
رأى من وجهات نظر، ومن خلال القراءة لهذا الكتاب سوف يتضج للقارى آفاق
الموضوع.
ينقسم الكتاب إلى بابين: الحاضر، والمستقبل. تحذَث في الباب الأول
عن: دور الأبطال، دورة الفكرة والسياسة، دورة الوثنية. . . وفي دور الأبطال
يعتقد مالك ان كفاح المسلمين الجهادي في القرون المتأخرة كان كفاحأ
بطولياَ؟ فهم يقاتلون لا مِنْ اجل البقاء، ولكن في سبيل الخلود، أي إنهم
يقاتلون كواجبِ مفروض عليهم، دمان كانوا يعلمون ان ليس هناك نتائج،
يطلبون الشهادة وكفى؟ فلا دراسة للمشاكل التي أذَت إلى مجيء الاستعمار،
ولا مشاريعَ نهضة متكاملة، وهذ 5 البطولة تعتمدُ على فردِ او أفراد، وليس على
حركة شعب، والمؤلف يعتبِرُ كفاح الأمير عبد القادر بن محمى الدين في
(1)
ائفه بالفرنسية عام (948 ام)، ونُشِرَ في الجزائر، وقذَم له: عبد العزيز
الخالدي، ترجمة: عمر مسقاوي، وعبد الصبور شاهين، إنظر: شروط
النهضة، ط. دار الفكر، (969 ام).
114

الصفحة 114