كإلمحراثِ شفَت طريقَها في الجموع النائمة (1).
ولكنَ جمعية العلماء وقعت في خطأ كبير برأي المؤلف عندما سارت في
قافلة السياسة الذاهبة إلى باريس؟ حيث وضع الشعب الجزائري آماله في
الانتخابات والوعود السياسية التي قطعها الانتهازيون يخدعون بها الشعب،
واستغلّوا وجودهم مع جمعية العلماء في المؤتمر الجزائري، وهكذا بعد أ ن
تخلَصت الجزائر، وبجهود جمعية العلماء من أصنام الزوايا والتكايا والدروشة
و (الزردة) عادت إلى اصنام من نوع اَخر وهي صناديق الانتخابات ووثنية
الأوراق، والمطالبة بحقوق بدل القيام بالواجبات، تحؤَل الشعبُ إلى قطيعٍ
انتخابي يصفق لكل خطيب، ويستمع لكل متكفم، وهذا إختلاس للعقول التي
اشرفت على قطف ثمار نهضتها، والنهضة لا تقوم بكلمات ادبية خطابية، وإنما
بتحول نفسي يصبح الفرد قادراَ على القيام بوظيفته الاجتماعية، وحي! مذٍ ترتفع
عنه "القابلية للاستعمار! (2).
(1)
(2)
النهضة في الجزائر كان لها صلة بالشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا، ومجلة
(المنار)، ولكن لا اعتقد انَ التأثير كان كما ذكره المؤلف؟ فالشيخ ابن باديس-
رحمه الله - كان من تلامذة الزيتونة في تونس ورؤية ابن باديس وعلماء الجمعية
كانت نتيجة معاناة الاستعمار الفرنسي، وحركة النهضة ودعوة العلماء إلى
الإصلاح كانت قبل الأفغاني ومحمد عبده؟ كانت في حركة الإصلاح في نجد
على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وفي اليمن: الشوكاني، وفي العرالتى:
الاَلوسي، والجبرتي في مصر. . . انظر: كتابي، دروب النهضة، ص 7،
ويذكر الإبراهيم أنَ من مؤثرات الحركة الإصلاحية في الجزائر: دروس الشيخ
ابن باديس التعليمية، وعودة فئة من أبناء الجزائر من الحجاز منبت دعوة
الإصلاج، واَثار الحرب العالمية الأولى، وتفسير المنار واَراء الشيخ محمد
عبده والشيخ رشيد رضا.
هذا المصطلح أو الحالة التي تصف واقع المسلمين، من المحاور ا لأساسية في
فكر مالك بن نبي، حيث يرى أن من اسباب الاستعمار القابلية للاستعمار عند-
116