والملفت للنظر أنَ جمعية العلماء التي شاركت في الوفد الذي ذهب إلى
باريس عام (1936 م) للمطالبة بالحقوق، والذي ينتقده مالك بن نبي، هذه
الجمعية تنتقد الانتخابات على لسان رئيسها الشيخ الإبراهيمي؟ ففي محاضرات
له في القاهرة عام (955 1 م) يقول الشيخ: "رات فرنسة أنَ الانتخابات هي الفتنة
الكبرى للزعماء وأتباعهم معاَ، ومدعاة لتنافسهم، فنصبتها صنماً يصطرعون
. . " (1). و هذا المرض فيقول: " الغالب على الشعوب الدائية فى
حوله دحلل
السياسة أن تكون على بقية من وثنية أصنامها الشخصيات، فيكون إحساسها
تابعاَ لإحساسهم، وقد تفطَن الغربيون لهذه النقيصة فينا، فأصبحوا ينصبون لنا
التماثيل من الرجال " (2).
بعد الحديث عن (الحاضر) انتقل المؤلف إلى الباب الثاني (المستقبل)
الذي سيحتل الجزء الاكبر من الكتاب، وتحذَث في فصل (من التكديس إلى
البناء) عن حالة العالم الإسلامي (ما بعد الموحدين) (3)، حيث بقي خارجَ
التاريخ مستسلماَ لأمراضه، ثم جاء العصر الحديث وبدأ ما سفي ب (النهضة)
ولكن هذه النهضة ينظر لها من زاويتين: فهي من ناحية الجهود المبذولة طوال
. -. (4)
لص! لرد. ومن ناحية أخرى: النتيجة الضعيفة التي لا تتناسب مع كمية هذه
(1)
(2)
(3)
(4)
بعض الشعوب بسبب تخففها الحضاري؟ فبلد مثل إيرلندة لم يفبل بالاحتلال
الإنكليزي، بينما نجد شبه قارة مثل الهند قبلت بالاستعمار الإنكليزي.
ا لإبراهيمي: الاَثار الكاملة: 5/ 0132
المصدر السابق: 5/ 1 13.
قامت دولة الموحدين في المغرب الأقصى عام (538 هـ) على أنقاض دولة
المرابطين، وتوسعت فشملت كل بلاد المغرب العربي والأندلس، وانتهت
هذه الدولة عام (668 هـ)، والمؤلف يعتبر فترة ما بعد الموحدين فترة ضعف
وتخفف عند المسلمين، كما مر في المبحث الرابع.
اي: عند تاليف الكتاب (ثروط النهضة).
117