الجهود؟ فهذ 5 الجهود تعالجُ الاستعمارَ والجهلَ والفقرَ واختلالَ الاقتصاد
والسياسة، ولكن ليس فيها تحليل منهجي للمرض، لم يعالَج المرض وإنما
عولجت أعراضُه.
دخل العالم الإسلامي صيدلية الحضارة الغربية طالباً للشفاء، ويريدُ أ ن
يبدأَ دورة جديدة من الحضارة، ولكن المشكلةَ أن الحضارة لا توجد من تكديس
منتجات الآخرين؟ الحضارة هي التي توتَدُ منتجاتها والعالم الإسلامي يعمل منذ
نصف قرن على جمع أكوام من منتجات الحضارة، ولكنَه لا يعمل على بناء
حضارة،! اذا أراد العالم الإسلامي ان يجتاز هذ 5 المرحلة، ويصل إ لى (تركيب)
حضارة فلا بذَ من هذ 5 المعادلة التي يؤكد عليها مالك ويكزرها في كل كتبه:
ناتج حضاري = (إ نسا ن + تراب + وقت).
فلكي نبني حضارة، فلا بذَ من أن نحل هذ 5 ا لمشكلات ا لثلاث من أ ساسها:
الإنسان والتراب والوقت. وهذه العناصر الثلاثة لا تعطي إ نتاجها تلقائياً، بل لا بدَ
لها من مُركب يؤثر في مزجها، وهذا المركب هو (الفكرة الدينية) (1) التي رافقت
دائماً تركيب الحضارة خلال التاريخ، دماذا كان للحضارة دورات، فيجب أ ن
نعلمَ اين توقفت الحضارة الإسلامية، حتى نعلم من اين نبد ا؟
يرى المؤلف أنَ دورة الحضارة الإسلامية انتهت بعد عصر الموخدين أ ي
في القرن السابع الهجري، وعاش المسلمون بعدها في حالة ركود وخمود
(خارج حضارة)،! ان حققوا انتصارات عسكرية وفتوحات، لماذا أراد
المسلمون العودة فالمبدا التكويني موجود في الفرآن " إِلت أدلَّهَ لَا يُفَيّرُ مَا بِقَؤوٍ
(1)
لا يعني فقط الدين الذي ياتي عن طريق الوحي، بل أيضأ اي فكرة يؤمن بها
شعب يصل التعلُق بها والتضحية من أجلها إلى ما تصل إليه الفكرة الدينية، كأن
يكون مشروعاَ اجتماعيأ بعيدَ الأمل. . .
118