كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

حَتَى يُغَيرُوأ مَا بِأَنفُسِهِم " 1 الرعد: 1 1)، فعندما نزل الوحي على رسول الله! ي! وبدأ
ب"اَقرَأ " أ العلق: ا) ظهرت الحضارة الإسلامية؟ بدأت برجالي "يتَّسمون
بالبساطة، ولا يزالون في بداوتهم " (1).
ومن أدلة المؤلف على أنَ الفكرة الدينية هي المحرك الأساس
للحضارات ما ينفله عن (هرمان دي كيسرلنج) في كتابه: (البحث التحليلي
لأوروبة)، حيث يذكر " أنَ أعظم ارتكاز لحضارة أوروبة هو روحها الدينية ".
إذن فالزاد إلى تركيب حضارة ليس الإنتاج الصناعي والفنون، بل هو المبدأ
والعوامل الثلاثة: الإنسان، والتراب، والوقت.
كيف صاغ الإسلام الفرد حتى اصبح إنساناً مؤهًلأ لتركيب حضارة؟
يجيب المؤلف: بأنَّ الإسلام ضبط غرائز الإنسان ورؤَضها، أي: عمد
إلى الحيوانية فهذب حواشيها، وكسرَ من حذَتها، وعندئل! تقوى (الروحُ) التي
تحتاجه كل انطلاقةٍ، هذا الروح هو الذي جعل بلالاً - رضي اللّه عنه - يتحدَى
كبرياء قريش، وهو ا لذي جعل (الغا مدية) تعترف بذنبها ولو أ دى بها إ لى ا لقتل (2).
وعندما ترجع الغرائز وتتغلَب على العقل والروح، عندئذٍ يبدأ التدهور.
(1)
(2)
هذا مخالف للحقيقة، فقريشٌ تعمل في التجاره، ولها صلة بالشام واليمن،
واهل المدينة مزارعون، والعرب في الجزيرة لم يكونوا بالصورة التي يرسمها
المؤلف، فقد كانوا مؤهَّلين باخلاقهم وفطرتهم لحمل الرسالة، وهو يشير إلى
شيء من هذا ولكن يظنهم بدواَ ساذجين.
ظن المؤلف أنَ الإنسان في حالته الطبيعية ومع وجود جميع غرائزه قبل أ ن
تروض هو ما يسفى ب (الفطرة)، والصحيح ان الفطرة هي السلامة من
الاعتفادات الباطلة، والهيئة التي في الإنسان يسثدل بها على رئه، أو ما خلق
عليه الإنسان ظاهراَ وباطنأ؟ فعمل الإنسان بيديه فطرة، وخلاف ذلك معاكس
للفطرة، واستنتاج الشيء من سببه فطرة.
119

الصفحة 119