(1830 م)، كان مشروعأ يتلخص في تكريس تبعية الجزائر لفرنسة، وتحطيم
بنية المجتمع الجزائري، والقضاء على القيم الحضارية التي يستند إليها؟ وذلك
بمحاربة الإسلام واللغة العربية، وإحياء النعرات الجاهلية، وتوطين العناصر
الأوروبية. وبكلمة واحدة: اعتبار الجزائر أرضاً وشعباً يجب أن تصبحَ فرنسيةً.
وتطبيقأ لهذ 5 الخطط قام هذا الاستعمارُ بانتزاع الأراضي الخصبة من
أصحابها، وتوطينِ اَلاف الأسر الفرنسية فيها، وقد بلغت عمليات المصادرة
أوجها مع ثورة أحمد المقراني عام (1871 م) في الشرق الجزائري، وفي مدة
عشرين سنة (1 0 9 1 - 0 92 1 م) تئمَ توزيعُ اكثر من ربع مليون هكتار (1).
ومن الأساليب التي اتَبعتها فرنسة قيامُها بتصفية أوقاف الجزائر، هذ5
الأوقاف التي كانت تؤدي خدمات اجتماعية وثقافية واقتصادية للمجتمع
الجزائري، ولا سيما في المدن؟ حيث كانت ا داةً للمحافظة على تماسك الأسرة،
وسد نفقات المشتغلين بالتعليم، والقائمين على المساجد والمؤسسات
الإسلامية.
نهبت فرنسة كل هذ 5 الأوقاف، التي تراكمت عبر العصور الإسلامية، وتئمَ
الاستيلاء على كثيرِ من المساجد، وفي مدينة قسنطينة وحدها انخفض عدد
المدارس من (86) مدرسة إلى (30) مدرسة، وتراجع مجموع الطلبة من
(0 60) طالب إلى (60) طالباً في اقل من عشر سنوات (1837 - 1846 م) (2)،
وحُوَلت بعضُ المساجد إ لى كنائس، مثل المسجد الكبير (كتشاوة) في العاصمة،
وهدمت بعض المساجد بحجة فتح الشوارع، وقد منع الاستعمار الأهالي من
تعفم دينهم ولغتهم، فلا تمنج رخصةٌ لفتح مدرسة عربية إلا بشروط تعجيزية،
(1)
(2)
ناصر الدين سعيدوني، الجزا ئر منطلقات واتاق، صه 2.
ا لمصدر ا لسا بق، ص 2 2.
12