والإنسان خارج الحضارة يختلف عن الإنسان الذي بدأت به الحضارة؟
فهذا الإنسان الذي بدأت به الحضارة (إنسان الفطرة) عنده طاقة ومستعد
للإنجاز؟ بينما الخارج من حضارة لم يعد قابلاً للإنجاز (عمل مُحضِّبر) (1)؟ فلا
بذَ من إجراء عملية جوهرية تعيدُ إلى الإنسان الطاقة ل! قلاع من جديد.
والعالم الإسلامي يحتاجُ إلى (رجال)؟ فمِنَ الرجلِ تنبعُ المشكلة
الإسلامية باكملها، ولكنْ أكب نوعِ من الرجال يصلحُ للبَدْءِ؟ هناك صنفان في
المجتمع الجزائري مثلاً (ربما في كثير من أ قطار العالم الإسلامي):
الصنف الأول: الذي سكن المدينة، ويعمل في المهن، أو في الدوائر
الرسمية، أو في التجارة.
والصنف الثافي: هو ساكن البادية أو الفرية، الذي هو مترحل بلا مواشٍ،
وفلاحٌ بلا محراث ولا أرض.
والمشكلة في الصنف الأول: هو اته قد تمثاَلت فيه القلّة، وتغلغلت فيه
دواعي الانحطاط؟ عاش حياته دائماً في منتصف طريق، ومنتصف فكرة،
ومنتصف تطور، ليس هو نفطة الانطلاق كرجل الفطرة، ولا نقطة الانتهاء
كرجل الحضارة؟ فهو رجل (النصف) الذي دخل في ميدان فكرة الإصلاح
فمسخها (نصف فكرة)، وأطلق عليها اسم السياسة، وهو يحاوِلُ وضعَ القضية
الجزائرية في نصف حل (بين مجلس المستعمرين، ومجلس اهل البلاد) (2).
(1)
(2)
يقول الرئيس علي عزت بيكوفتق: "عندما تتأخّر المجتمعات المتحضرة فإنَها
لا تعود إلى الأسكال الحياتية التقليدية، وإتما تتوحش، إن هذا يحدث بشكل
دوري، وعندما لا يمكن متابعة النزعة الحضارية، فيؤدي إلى إفقار مادي
وروحي تام. انظر: هروبي إ لى الحرية، ص 47 1.
تحليل دقيق جداَ، وما زلنا نرى امثال هؤلاء في كل بلد عربي، يطالبون بأنصإف
الحلول، والإذعان أحياناَ للواقع كما يسقونه، ويعتبرون أنفسهم أصحاب
العقل والحكمة.
120